ويشرب ويتعشق.
قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس، ونقول: ابن الرضا.
فكتب إليه وأشخص مكرما، وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها، وحول الخمارين والقيان إليه، ووصله وبره، وجعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه.
فلما وافى موسى، تلقاه أبو الحسن عليه السلام في قنطرة وصيف وهو موضع تتلقى فيه القادمون، فسلم عليه ووفاه حقه، ثم قال له: إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، ويضع منك، فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط.
فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟
قال عليه السلام: فلا تضع من قدرك، ولا تفعل فإنما أراد هتكك.
فأبى عليه، فكرر عليه. فلما رأى أنه لا يجيب، قال: أما أن هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبدا.
فأقام ثلاث سنين يبكر كل يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فرح. فيروح.
فيقال: قد سكر، فبكر. فيبكر، فيقال: شرب دواء.
فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل، ولم يجتمع معه عليه (1).