[4992] 2 - ابن قولويه بهذا الاسناد، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقيل لي: ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته يناجي ربه وهو يقول:
«اللهم يا من خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وخصنا بالوصية وأعطانا ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولأخواني وزوار قبر أبي الحسين الذين انفقوا أموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك من صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك وإجابة منهم لأمرنا وغيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك وشديد وشر شياطين الانس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما اثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم، اللهم ان أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حضرة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم اني استودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى توفيهم على الحوض يوم العطش الأكبر» فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلما انصرف، قلت: جعلت فداك لو ان هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا أبدا والله لقد تمنيت اني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟
ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك؟ قلت: جعلت فداك لم أر ان الأمر يبلغ هذا كله، فقال:
يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض (1).