وسلامه عليهم - والذي له ارتباط وثيق مع الشيخ الكليني في تصنيف هذا الكتاب.
ثانيا: كما أن الدافع المسبب ما وجده السائل من تكالب الناس على الدنيا، وضعف الهمم، وانتشار الجهل، (... فقد فهمت يا أخي ما شكوت من اصطلاح أهل دهرنا على الجهالة، وتؤازرهم وسيعهم في عمارة طرقها... الخ).
ثالثا: الدافع الديني والواجب الشرعي الذي تحسسه المؤلف من خلال انتشار العقائد الفاسدة والمذاهب الضالة حفزه أن يصنف ذلك الكتاب، (ولهذه العلة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الأديان الفاسدة، والمذاهب المستشنعة التي قد استوفت شرائط الكفر والشرك كلها...).
رابعا: من الدوافع المهمة رغبة السائل أن يكون المصنف - بالفتح - مرجعا ينهل منه الطالب والأستاذ والعالم، (وقلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف، يجمع فيه من جميع فنون علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهما السلام.
لقد تحسس المصنف - بالكسر - حاجة الأمة الملحة إلى هذه الموسوعة الجامعة لاخبار وسنن أهل البيت عليهم السلام، الداعية إلى العمل بها، ولما قدر الكليني - قدس سره هذه الحاجة والضرورة شرع في كتابه " الكافي "، وحرص على أن لا يقتني إلا ما صح من الأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، لهذا جهد نفسه في مدة عشرين سنة يقابل بين الاخبار، ويدقق فيها، ويبحث عن أسانيدها ورواتها ومتونها، وكل شئ يستدعي الفحص والتمحيص، علما أنه عاش فترة الغيبة الصغرى، وكان على مقربة من النواب الأربعة، إذ عاصرهم، وكان يختلف إليهم والى الأبواب والوكلاء للإمام عليه السلام، فلا يستبعد أن كتابه قد اطلع عليه الوكلاء ونواب الإمام عليه السلام، بل من الطبيعي والانصاف أن يطلعوا عليه، بل لا يخلو الامر