كان لا يرى الصحاح والمسانيد من كتب العلم المعتمدة، وما أسنده الحفاظ والأئمة وصححوه إسنادا معروفا؟ فحسبه ذلك جهلا شائنا، وعلى قومه عارا وشنارا، وليت شعري بأي شئ يعتمد هو وقومه في المذهب بعد هاتيك العقيدة السخيفة؟! يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد.
22 قال: علي رضي الله عنه لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كان رأيا رآه 2 ص 231.
ج إني لا أعجب من جهل هذا الانسان (الذي خلق جهولا) بشؤون الإمامة وأن حامل أعبائها كيف يجب أن يكون في ورده وصدره، فإنه في منتأى عن معنى الإمامة التي نرتأيها، ولا أعجب من جهله بموقف مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وإنه كيف كان قيد الأمر ورهن الإشارة من مخلفه النبي الأعظم، فإنه لم تتح له الحيطة بمكانته وفواضله ومجاري علمه وعمله فإن النصب المردي قد أعشى بصره، ورماه عن الحق في مرمى سحيق، وإنما كل عجبي من جهله بما أخرجه الحفاظ والأئمة في ذلك، ولكنه من قوم لهم أعين لا يبصرون بها.
ونحن نعلم ما توسوس به صدره، غاية الرجل من هذا الحكم البات تغرير الأمة والتمويه على الحقيقة، وجعل تلك الحروب الدامية نتيجة رأي واجتهاد من الطرفين حتى يسع له القول بالتساوي بين أمير المؤمنين ومقاتليه في الرأي والاجتهاد، و إن كلا منهما مجتهد وله رأيه مصيبا كان أو مخطئا، غير أن للمصيب أجرين و للمخطأ أجر واحد، ذاهلا عن أن المنقب لا يخفى عليه هذا التدجيل، ويد التحقيق توقظ نائمة الأثكل، وقلم الحق لا يترك الأمة سدى، وينبأهم عن أن اجتهاد القوم (إن صحت الأحلام) اجتهاد في مقابلة النص النبوي الأغر.
وليت شعري كيف يخفى الأمر على أي أحد؟ أو كيف يسع أن يتجاهل أي أحد؟ وبين يدي الملأ العلمي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزوجاته: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب وهو كثير الشعر تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل حولها قتلى كثير، وتنجو بعد ما كادت تقتل؟ (1)