شعبها عن السفر إلى الحجاز كلائة لأمتها، مستندة على حكم ديني لعدم التمكن من أداء الفريضة غالبا، لا لما أفرغه السايح المتحذلق في بوتقة إفكه مما سطره من اتخاذ المشهد كعبة، ومن الكراهة المحتدمة بين الإيرانيين والعرب، ذينك الفريقين المتواخيين على الدين والمذهب، إلى جوامع كثيرة يعرفها من جاس خلال ديارهما بقلب طاهر متجردا عن النعرات الطائفية غير متحيز إلى فئة (لا كسايحنا الثابت على غيه) وقد قدمنا ما بين العرب والعجم المسلمين من التحابب والموادة.
8 - قال: في نيسابور قبة أنيقة عني بإقامتها ونقشها العناية كلها، فدخلتها و إذا هي مدفن محمد المحروق من سلالة الحسين، وقد أسموه بالمحروق لأنه نزل ضيفا على أحد سراة القرية ولما أن خيم الليل اعتدى على بنت مضيفه فأحرقه الناس في مكانه هذا، ورغم جرمه هذا شيد قبره وقدسه الناس لأنه من سلالة طاهرة 155.
ج - لا ينقطع الرجل يريد الوقيعة على أهل البيت الطاهر فيختلق لهم قصصا لا يوجد لها مصدر ولو من أضعف المصادر، ويلفق لهم تاريخا من عند نفسه لا يعلمه إلا شيطانه، فإن ذلك المدفن قد ينسب إلى محمد بن محمد بن زيد بن علي الإمام زين العابدين عليه السلام ترجمه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص وقال: بايعه أبو السرايا بالكوفة بعد موت محمد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا واستولى على العراقين وفرق فيهما عماله من بني هاشم إلى أن جهز الحسن بن سهل ذو الرياستين له جيشا مع هرثمة بن أعين فأسر وحمل إلى خراسان إلى المأمون فحبسه أربعين يوما في دار جعل له فيها فرشا وخادما فكان فيها على سبيل الاعتقال، دس إليه شربة سم فجعل يختلف كبده وحشوته حتى مات.
لكن الرجل لم يستسهل أن يمر على هذا العلوي المظلوم ولا يخزه بشئ من وخزاته، فجاء يقذفه بعد قرون من شهادته بهذه الشائنة والبهتان العظيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
9 - قال: إن الحسين تزوج (شهر بانو) بنت آخر الملوك الساسانيين، و بذلك ورث الحسين العظمة الإلهية التي ورثها من قبل الساسانيين 208 ج - حسين العظمة ورث ما ورثه من جده النبي الأعظم، وإن كان فارس خيرة