منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، وإنه قسيم النار وإنها تطيعه يخرج منها من يشاء ج 2 ص 21 ج - لقد أسلفنا في الجزء الثاني ص 321، أسانيد الحديث الأول عن الأئمة والحفاظ، وأوقفناك على تصحيحهم لغير واحد من طرقه، وبقيتها مؤكدة لها، فليس هو من مزاعم الشيعة فحسب، وإنما اشترك معهم فيه حملة العلم والحديث من أصحاب الرجل لكن القصيمي لجهله بهم وبما يروونه، أو لحقده على من روي الحديث في حقه يحسبه من آفات الشيعة.
وأما الحديث الثاني فكالأول ليس من آفات الشيعة بل من غرر الفضايل عند أهل الاسلام فأخرجه الحافظ أبو إسحاق ابن ديزيل المتوفى 280 / 281 عن الأعمش عن موسى بن ظريف عن عباية قال: سمعت عليا وهو يقول: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول:
خذي ذا، وذري ذا.
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 1 ص 200 والحافظ ابن عساكر في تاريخه من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي.
وهذا الحديث سئل عنه الإمام أحمد كما أخبر به محمد بن منصور الطوسي قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروي: أن عليا قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ أليس روينا إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المؤمن؟ قلنا:
في الجنة. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار. كذا في طبقات أصحاب أحمد، وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ص 22، فليت القصيمي يدري كلام إمامه.
هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله صلى الله عليه وآله له فيما رواه عنترة عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي و هذا لك. وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في (الصواعق) ص 75.
ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام به يوم الشورى بقوله: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي؟
أنت قسيم الجنة يوم القيامة غيري؟ قالوا: اللهم لا. والأعلام يرى هذه الجملة من