﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ (1).
ومن تأمل هذه القصة بعين البصيرة لم يخالجه الشك ولم يعترضه الريب فيما حققناه، ولم ينزل (عليه السلام) بالناس على غير ماء ولا كلاء وقت الهاجرة ويصعد على منبر من الرحال الا لأمر جليل القدر عظيم الشأن، وهو نصبه للإمامة لا مجرد اظهار محبته ونصرته.
وأما خامسا، فلأن ما رووه في تلك الحالة من نزول قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) وقوله (عليه السلام): الحمد لله على تمام النعمة وكمال الدين ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي، كما رواه ا بن المغازلي في كتابه، وأبو القاسم الحسكاني في شواهده، وأبو بكر بن مردويه الحافظ في مناقبه، ورواه أصحابنا عن أئمتنا (عليهم السلام) يشهد بإرادة الإمامة والنص على الخلافة، كما لا يخفى على المتأمل المنصف.
وكذا ما رواه أبو الحسن الواحدي في كتابه أسباب النزول، عن أبي سعيد الخدري، وأبو إسحاق الثعلبي، عن ابن عباس، والعياشي عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، من نزول هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم غدير خم، وأمره (صلى الله عليه وآله) بنصبه له (2).