ثم قال: أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا:
نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم.
ثم قال: أيها الناس قد خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي، ألا وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، حوضي ما بين بصرى (1) وصنعاء (2)، عدد آنيته عدد النجوم، ان الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي.
ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أولى بالمؤمنين، يقول ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة وأخذ بيد علي: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، يقولها ثلاث مرات، ألا فليبلغ الشاهد الغائب (3).
وروى عمدة محدثيهم أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب، قال: كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في سفر، فنزل بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت الشجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى.
قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال له: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (4).