قال أمين الاسلام أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره الكبير الموسوم بمجمع البيان بعد ما نقل عن المفسرين من المخالفين ما تخرصوه وتأولوا عليه الآية الكريمة بأهوائهم من الأقوال الباطلة التي لا تستند إلى أثر نبوي، ولا تعتضد بخبر معصومي ما نصه: والمروي عن الامامين أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أنه إنما نزلت هذه الآية بعد أن نصب النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) علما للأنام يوم غدير خم عند منصرفه من حجة الوداع، قالا: وهي آخر فريضة أنزلها الله تعالى، ثم لم ينزل بعدها فريضة (1) انتهي.
ثم إنه (قدس سره) روى نحو ذلك من طريق المخالفين، فقال: حدثنا السيد العالم أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، قال: حدثني أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا أبو بكر الجرجاني، قال: حدثنا أبو أحمد البصري، قال: حدثنا أحمد بن عمار بن خالد، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني.
قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما نزلت هذه الآية، قال: الله أكبر على اكمال الدين، واتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وولاية علي بن أبي طالب من بعدي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
وقال علي بن إبراهيم في تفسيره: حدثني أبي، عن صفوان، عن العلاء ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان نزولها بكراع (2) الغميم، فأقامها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجحفة (3) انتهي.