وفي الديوان المنسوب إليه سلام الله عليه:
اغمض عيني عن أمور كثيرة * واني على ترك الغموض قدير وما عن عمى اغضي ولكن لربما * تعامى وأغضى المرء وهو بصير (١) والمروي أن يحيى بن أكثم القاضي ناظر مولانا أبو جعفر الجواد (عليه السلام) في مجلس المأمون، فقال القاضي: انه (عليه السلام) قدم الثلاثة المتلصصة على نفسه وسمع لهم وأطاع.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): أوما علمت أن أنبياء الله وأوصياءهم في تقية إلى وقتنا هذا، أوما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فر من الكفر لما أرادوا قتله، ولم يكشف الغطاء على المنافقين، فصلى على عبد الله بن أبي، وأنزل الله فيهم سورة بأسرها، فقال عز وجل ﴿إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون﴾ (٢) وقال (ولتعرفنهم في لحن القول) (٣) فلم يكشف الغطاء عنهم، وأخفاهم حتى صاروا إلى الله، فقال تعالى ﴿ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ (4).