في دينهم أفضل من اجتهادنا (1).
23 - الاختصاص: جعفر، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن عبد الكريم يرفعه إلى رشيد الهجري قال: لما طلب زياد أبو عبيد الله رشيد الهجري اختفى رشيد، فجاء ذات يوم إلى أبي أراكة وهو جالس على بابه في جماعة من أصحابه، فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكة وخاف، فقام فدخل في أثره، فقال: ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم، قال: وما ذاك؟
قال: أنت مطلوب، وجئت حتى دخلت داري، وقد رآك من كان عندي، فقال: ما رآني أحد منهم، قال: وتسخر بي أيضا فأخذه وشده كتافا ثم أدخله بيتا وأغلق عليه بابه، ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم: إنه خيل إلي أن رجلا شيخا قد دخل داري آنفا، قالوا ما رأينا أحدا، فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون: ما رأينا أحدا فسكت عنهم، ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيرهم، فذهب إلى مجلس زياد ليتجسس هل يذكرونه، فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده ودفعه إليهم فسلم على زياد وقعد عنده، وكان الذي بينهما لطيف، قال: فبينا هو كذلك إذ أقبل الرشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد، فلما نظر إليه أبو أراكة تغير وجهه وأسقط في يده وأيقن بالهلاك، فنزل رشيد عن البغلة وأقبل إلى زياد فسلم عليه، فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله، ثم أخذ يسائله: كيف قدمت؟ وكيف من خلفت؟
وكيف كنت في مسيرك؟ وأخذ لحيته ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب، فقال أبو أراكة لزياد: أصلح الله الأمير من هذا الشيخ؟ قال: هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا، فانصرف أبو أراكة إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه، فقال له أبو أراكة: أما إذا كان عندك من العلم كل ما أرى فاصنع ما بدا لك، وادخل علينا كيف شئت (2).