محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن زيد، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن حباب قال: نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى ظهر الكوفة فقال: ما أحسن منظرك (1) وأطيب [ريحك] قعرك اللهم اجعل قبري بها (2).
19 - فرحة الغري: عمي علي بن طاوس، عن محمد بن عبد الله بن زهرة، عن محمد بن الحسن العلوي، عن القطب الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن المفيد محمد بن النعمان، قال: رواه (3) عباد بن يعقوب الرواجني، قال: حدثنا حسان بن علي القسري (4)، قال: حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما حضرت أمير - المؤمنين عليه السلام الوفاة قال للحسن والحسين عليهما السلام: إذا أنامت فاحملاني على سرير ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه، ثم ائتيا بي الغريين فإنكما ستريان صخرة بيضاء، فاحتفرا فيها فإنكما ستجدان فيها ساجة، فادفناني فيها، قال: فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه، و جعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين، فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا، فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها: ما ادخر (5) نوح عليه السلام لعلي بن أبي طالب عليه السلام فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير المؤمنين عليه السلام، فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله تعالى أمير المؤمنين عليه السلام، فقالوا: نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم، فقلنا لهم:
إن الموضع قد عفي أثره بوصية منه عليه السلام فمضوا وعادوا إلينا فقالوا: إنهم احتفروا فلم يروا شيئا (6).