فقد كان منهم، فرفع وإذا أوداجه تشخب دما وبدنه قد كسي شعرا، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ما أشبهه إلا بالخنزير في شعره! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أو ليس لو جئت بعدد كل شعرة منه مثل عدد رمال الدنيا حسنات لكان كثيرا؟
قال: بلى يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن إن هذا القتل الذي قتلت به هذا الرجل قد أوجب الله لك به من الثواب كأنما أعتقت رقابا بعدد رمل عالج الدنيا، وبعدد كل شعرة على هذا المنافق، وإن أقل ما يعطي الله بعتق رقبة لمن يهب له بعدد كل شعرة من تلك الرقبة ألف حسنة، ويمحو عنه ألف سيئة، فإن لم يكن له فلأبيه، فإن لم يكن لأبيه فلامه، فإن لم يكن لها فلأخيه، فإن لم يكن له فلذويه وجيرانه وقراباته.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم استحيا البارحة من أخ له في الله لما رأى به خلة ثم كايد (1) الشيطان في ذلك الأخ ولم يزل به حتى غلبه؟ فقال علي عليه السلام:
أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حدث به يا علي إخوانك المؤمنين ليتأسوا بحسن صنيعك فيما يمكنهم، وإن كان أحد منهم لم يلحق شأنك ولم يسبق عبادتك ولا يرمقك في سابقة لك إلى الفضائل إلا كما يرمق الشمس إلى الأرض وأقصى المشرق من أقصى المغرب، فقال علي عليه السلام: مررت بمزبلة بني فلان فرأيت رجلا من الأنصار مؤمنا قد أخذ من تلك المزبلة قشور البطيخ والقثاء والتين، فهو يأكلها من شدة الجوع، فلما رأيته استحييت من أن يراني فيخجل، وأعرضت عنه و مررت إلى منزلي وكنت أعددت لفطوري وسحوري قرصين من شعير، فجئت بهما إلى الرجل فناولته إياهما، وقلت: أصب من هذا كلما جعت فإن الله عز وجل يجعل البركة فيهما، فقال: يا أبا الحسن أنا أريد أن أمتحن هذه البركة لعلمي بصدقك في قيلك، إني أشتهي لحم فراخ وأشتهاه على أهل منزلي فقلت: أكسر منه لقما بعدد ما تريده من فراخ، فإن الله تعالى يقلبها فراخا بمسألتي إياه بجاه