ويقولون: هذا قبر أبينا، لا يشك أحد في ذلك من الشيعة ولا من غيرهم، أعني بني علي من ظهر الحسن والحسين وغيرهما من سلالته المتقدمين منهم والمتأخرين ما زاروا ولا وقفوا إلا على هذا القبر بعينه.
وقد روى أبو الفرج علي بن عبد الرحمن الجوزي (1) عن أبي الغنائم قال:
مات بالكوفة ثلاثمائة صحابي، ليس قبر أحد منهم معروفا إلا قبر أمير المؤمنين عليه السلام وهو القبر الذي تزوره (2) الناس الآن، جاء جعفر بن محمد وأبوه محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فزاراه ولم يكن إذ ذاك قبر ظاهر، وإنما كان به شيوخ أيضا، حتى جاء محمد بن زيد الداعي صاحب الديلم فأظهر القبة، انتهى كلامه (3). وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المزار.
هذا آخر المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار ختم على يدي مؤلفه، ختم الله له بالحسنى وحشره مع مواليه أئمة الهدى في سادس شهر ربيع الثاني من شهور سنة تسع وسبعين بعد الألف من الهجرة المقدسة النبوية عليه وآله ألف ألف ألف صلاة وتحية.