يترتب على المجنون ولم يعرفه بنفس الجنون. وقد أخرج ابن المغازلي أن رجلا سأل معاوية فقال سل عليا فإنه أعلم مني، قال أنت أحب إلي قال: بئس ما قلت، لقد كرهت من كان النبي يغره العلم غرا، ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه ثم قال له قم، ومحى اسمه عن ديوان العطاء.
وقولهم: لا نسلم أن الأعلمية توجب الإمامة قلنا: هذا خلاف ما ذكرتم أن فقهاء المذاهب الأربعة نصوا على استحقاق الأعلم، ومع ذلك نقول لهم: إن عنيتم بالاستحقاق على سبيل الوجوب، فقد خالفتم مذهبكم، إذ لا وجوب للإمامة عندكم، وإن قلتم على الوجوب بطل احتجاجكم.
قالوا: رجع علي في مسألة المذي إلى غيره، فالغير أعلم منه، قلنا: ذلك الغير هو النبي صلى الله عليه وآله فإنه سأله بواسطة وهو حاضر يسمعه حياء منه لمكان فاطمة كما أخرجه البخاري وغيره.
قالوا: خولف علي في الفروع مثل بيع أمهات الأولاد، قلنا: ذلك جرأة من المخالف على من دعا النبي صلى الله عليه وآله له بإدارة الحق معه، والمخالف له لم يوجب خطأه، وإلا لكان النبي صلى الله عليه وآله مخطئا حيث خالفه عمر وجماعة في منع الكتاب.
وقد خالف أبو حنيفة النبي صلى الله عليه وآله في مواضع وقال لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله في زماني لأخذ بكثير من أقوالي ذكره ابن الجوزي في المنتظم، ولما نقل الغزالي ما قال الناس في مثالب الثلاثة، قال: أما علي فلم يقل فيه ذو تحصيل شيئا.
ومنها: ما أسنده الحافظ في الحلية من قول النبي صلى الله عليه وآله لأبي برزة: إن الله عهد إلي في علي عهدا: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، و نور جميع من أطاعني، وصاحب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن ربي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أطاعه أطاعني، ومن أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، وقد سلف نحو هذه.
وقد نظم الضعيف مصنف هذا الكتاب اللطيف نحو هذه في معاني الحديث الظريف بما قيل لبعض الفضلاء: لم عدلت عن النثر إلى النظم فقال: لم يحفظ؟ س من