فيدعيه بل كان مشغولا بمصيبة النبي صلى الله عليه وآله فسارع غيره إلى فرجة خلافته وما أحسن قول بعضهم في يوم السقيفة:
حملوها يوم السقيفة أثقالا * تخف الجبال وهي ثقال ثم جاؤوا من بعدها يستقيلون * وهيهات عثرة لا تقال قالوا: جهل الأول والصحب الوصية لعلي. قلنا: فكيف نقلوها في صحاحهم عن النبي وإنما ذلك لجحودهم بعد عرفانهم كما قال تعالى في الكفار: ﴿و جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)﴾ (1) وسيأتي تكميل ذلك في رد الشبهات والمعترفون بوجود حديث الغدير وهم الجل والجمهور كما ستعرفه في كتبهم طعنوا بما هو أوهن من بيت العنكبوت في دلالته لما لم يتمكنوا من الطعن في متنه.
فرواه أحمد بن حنبل في مسنده بطريق ثمانية: علي بن أبي طالب، والبراء ابن عازب، وزيد بن أرقم، وشعبة، وأبي الطفيل، وبريدة، والفضل، وعبد الله ابن الصقر، ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسنده بطريق ثمانية أيضا رباح، و زاذان، وابن أرقم بطريقين، وسعيد بن وهب، وشعبة، والبراء، وعبد الرزاق.
وأورده أحمد ابن عبد ربه في الجزء التاسع والعشرين من كتاب العقد، و أورده مسلم في الجزء الرابع من صحيحه على حد ثمان قوائم من أوله وذكره الثعلبي في مواضع من تفسيره وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين من أفراد مسلم وذكره رزين العبدري في الجزء الثالث من الجمع بين الصحاح الستة وفي سنن أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي.
ورواه في المناقب في اثني عشر طريقا الفقيه الشافعي علي بن المغازلي وقال:
حديث صحيح رواه مائة نفس وهو ثابت لا أعرف له علة تفرد علي بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد. هذا آخر كلامه.
وأسنده في كتاب الخصائص محمد بن علي النظنزي الذي قال فيه محمد بن النجار