ينظر في حالكم؟ فإن كنتم متعمدين للضلال أقام عليكم حدود النكال، أو جاهلين أرشدكم وخلصكم من هذا الهلاك والاهمال، أو مرضى حملكم إلى المارستان وداواكم من هذا المرض والاختلال.
ومن عجيب الآيات الصريحة في بطلان دعوى المجبرة إنه لا فاعل سوى الله تعالى قوله " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " (1).
وهذا كما ترى تصريح عظيم لا يحتمل التأويل بأن الطاغوت غير الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا والمجبرة تزعم أن الطاغوت هو الله تعالى.
ومن عجيب الآيات الصريحة بتكذيبهم والرد عليهم قوله تعالى " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آبائنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون " (2) وهذه دعوى المجبرة بعينها وقد كذبكم تكذيبا صريحا وقال: إن أنتم إلا تخرصون، وقال الله تعالى " لو استطعنا لخرجنا معكم ثم قال الله يشهد إنهم لكاذبون " (3) وقوله " ولهم أعمال من دون ذلك هم لها فاعلون.
ومن عجيب جواب بعض العقلاء لما سئل من اعتقاد المجبرة في أنه يجوز أن يكلف الله العباد ما لا يطيقون. فقال العدلي: إذا كلف المولى عبده ما لا يطيق فقد بسط عذره في مخالفته.
ومن عجيب جواب بعض أهل العدل لبعض المجبرة إن المجبر قال له:
أنت ما ترضى من خلق المعاصي أن يكون لك ربا فقال: لا والله ولا عبدا، يعني لو كان لي عبد يخلق المعاصي ما رضيته يكون عبدي ولو عرض علي