تنازع، قوم يقولون بقول الرازي وذلك القول من الرازي من الله جل جلاله وقوم يقولون بخلاف قوله ويريدون نقض قوله ونقصانه وهذا النقض والنقصان عند الرازي أيضا من الله.
فعلى قوله هذا يكون الله تعالى قد نقض على نفسه بنفسه ونقص كماله وكمال حجته بنفسه، ولو فكر فيما بنى عليه زال عن المعارضة لقول أحد ومذهب أحد واعتقاد أحد لأن ذلك عنده قول الله ومذهب الله واعتقاد الله، ولكن الرازي ومن وافقه وتقدمه من القائلين بأنه لا فاعل سوى الله تعالى ربما يقولون في الجواب عما ذكرته الآن ما يريد النقض على الله بالله تعالى ولا يلزمه الزوال عن المعارضة، لأنه يزعم أن الذي ينقض على نفسه وينقض نفسه ليس هو الرازي ولا من وافقه ولا من تقدمه من القائلين بقوله، لأن الناقض والمنقوض به منه لأنها كلها أفعال والأفعال كلها منه.
وإذا بلغوا إلى هذه الغاية من أن الله تعالى ينقض على نفسه وينقص نفسه شهد ذلك عليهم بالخروج عن ملة الإسلام وإظهار الكفر والإلحاد والطعن على الله تعالى وعلى رسوله " ص " لأن رسول الله ما جاء رسولا عن رب ينقض على نفسه وينقص نفسه بغير خلاف عند أهل ملته والمصدقين برسالته، فإن قال أحد منهم ينقض إحدى الدعويين بالأخرى ويثبت أحد إن هذا النقص ما يمكن أن يكون تاما وإن ذلك النقص كله لا يسمى نقصا ولا نقضا كابروا العيان وأثروا البهتان.
ومن ذلك قول الرازي أيضا في كتاب الأربعين ما هذا لفظه: المسألة الرابعة والعشرون في بيان أن الله تعالى مريد لجميع الكائنات، مذهب المعتزلة إن الإرادة توافق الأمر، فكل ما أمر الله تعالى به فقد أراده وكل ما نهى عنه فقد كرهه، ومذهبنا إن الإرادة توافق العلم، فكل ما علم الله وقوعه فهو مراد