يا عجباه أيمهر النساء الرجال! فغضب أبو طالب وقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلا بالمهر الغالي، فقال من قريش يقال له عبد الله بن غنم:
هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد تزوجته خير البرية كلها * ومن ذا الذي في الناس مثل محمد وبشر به المرءان عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد أقرت به الكتاب قدما بأنه * رسول من البطحاء هاد ومهتدي فصل: في مبعث النبي صلى الله عليه وآله (يا أيها النبي انا أرسلناك بالحق هو الذي ارسل رسوله ما كان محمد أبا أحد) أرسله الله تعالى بعد أربعين سنة من عمره حين تكامل بها واشتد قواه ليكون متهيبا ومتأهبا لما أنذر به، ولبعثته درجات (أولها) الرؤيا الصادقة (والثانية) ما رواه الشعبي وداود بن عامر ان الله تعالى قرن جبرئيل بنبوة نبيه ثلاث سنين يسمع حسه ولا يرى شخصه ويعلمه الشئ بعد الشئ ولا ينزل عليه القرآن، فكان في هذه المدة مبشرا غير مبعوث إلى الأمة (والثالثة) حديث خديجة وورقة بن نوفل (والرابعة) امره بتحديث النعم فأذن له في ذكره دون انذاره قوله (واما بنعمة ربك فحدث) أي بما جاءك من النبوة (والخامسة) حين نزل عليه القرآن بالأمر والنهي فصار به مبعوثا ولم يؤمر بالجهر ونزل (يا أيها المدثر) فأسلم علي وخديجة ثم زيد ثم جعفر (والسادسة) امر بأن يعم بالانذار بعد خصوصه ويجهر بذلك ونزل (واصدع بما تؤمر) قال ابن إسحاق: وذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه ونزل (وأنذر عشيرتك الأقربين) فنادى: يا صباحاه (1) (والسابعة) العبادات لم يشرع منها مدة مقامه بمكة إلا الطهارة والصلاة وكانت فرضا عليه وسنة لامته، ثم فرضت الصلوات الخمس بعد اسرائه، وذلك في السنة التاسعة من نبوته، فلما تحول إلى المدينة فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة في شعبان وحولت القبلة وفرض زكاة الفطر " مناقب ج 1، م 5 "