مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٥٧
أترى أراه واللواء أمامه * وعلي ابني للواء معانق أتراه يشفع لي ويرحم عبرتي * هيهات انى لا محالة زاهق وكتب إلى النجاشي (تعلم أبيت اللعن ان محمدا) الأبيات، فأسلم النجاشي وكان قد سمع مذاكرة جعفر وعمرو بن العاص ونزل فيه (وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول) إلى قوله (أجر المحسنين).
عكرمة وعروة بن الزبير وحديثهما لما رأت قريش انه يفشو أمره في القبائل وان حمزة أسلم وان عمرو بن العاص رد في حاجته عند النجاشي، فأجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يقتلوا رسول الله علانية، فلما رأى ذلك أبو طالب جمع بني عبد المطلب فأجمع لهم أمرهم على أن يدخلوا رسول الله شعبهم فاجتمع قريش في دار الندوة وكتبوا صحيفة على بني هاشم ان لا يكلموهم ولا يزوجوهم ولا يتزوجوا إليهم ولا يبايعوهم أو يسلموا إليهم رسول الله وختم عليها أربعون خاتما وعلقوها في جوف الكعبة.
وفي رواية عند زمعة (1) بن الأسود فجمع أبو طالب بني هاشم وبني عبد المطلب في شعبه وكانوا أربعين رجلا مؤمنهم وكافرهم ما خلا أبا لهب وأبا سفيان فظاهراهم عليه فحلف أبو طالب لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يا بني هاشم وحصن الشعب وكان يحرسه بالليل والنهار، وفي ذلك يقول:
ألم تعلموا انا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب أليس أبونا هاشم شد ازره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب وان الذي علقتم من كتابكم * يكون لكم يوما كراعية السقب أفيقوا أفيقوا قبل ان يحفر الثرى * ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب وله أيضا:
وقالوا خطة جورا وحمقا * وبعض القول أبلج مستقيم لتخرج هاشم فيصير منها * بلاقع بطن مكة والحطيم فمهلا قومنا لا تركبونا * بمظلمة لها أمر وخيم فيندم بعضكم ويذل بعض * وليس بمفلح ابدا ظلوم فلا والراقصات بكل خرق * إلى معمور مكة لا يريم (2)

(1) زمعة بالفتح والتحريك: والد سودة أم المؤمنين.
(2) في نسخة: الرافضات بدلا من الراقصات، فالأولى جمع رافضة وهي من الإبل التي ترعى وحدها، والثانية من الرقص بمعنى الجنب للإبل وغيرها. والخرق: القفر والأرض الواسعة... ولا يريم: لا يحول.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404