مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٤٩
عكرمة: انه سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وآله قوله (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) الآية، فقال: والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة (1) وان أعلاه لمشمر وان أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر.
ابن عباس ومجاهد في قوله: (وقال الذين كفروا لولا انزل عليه القرآن) جملة واحدة كما أنزلت التوراة والإنجيل فقال الله تعالى كذلك متفرقا (لنثبت به فؤادك) وذلك أنه كان يوحى إليه في كل حادثة، ولأنها نزلت على أنبياء يكتبون ويقرؤن والقرآن نزل على نبي أمي، ولان فيه ناسخا ومنسوخا، وفيه ما هو جواب لمن سأله عن أمور، وفيه ما هو إنكار لما كان، وفيه ما هو حكاية شئ جرى، ولم يزل صلى الله عليه وآله يريهم الآيات ويخبرهم بالمغيبات فنزل (ولا تعجل بالقرآن) الآية، ومعناه لا تعجل بقراءته عليهم حتى انزل عليك التفسير في أوقاته كما انزل عليك التلاوة.
باع خباب بن الأرت (2) سيوفا من العاص بن وائل فجاءه يتقاضاه فقال: أليس يزعم محمد ان في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب وفضة وثياب وخدم؟ قال: بلى، قال فانظرني اقضك هناك حقك فوالله لا تكون هنالك وأصحابك عند الله آثر مني، فنزل (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) إلى قوله (فردا).
وتكلم النضر بن الحارث مع النبي صلى الله عليه وآله فكلمه رسول الله حتى أفحمه ثم قال (انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) الآية، فلما خرج النبي قال ابن الزبعرى:
أما والله لو وجدته في المجلس لخصمته فاسألوا محمدا أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا ويل أمه أما علم أن ما لما لا يعقل ومن لمن يعقل، فنزلت (ان الذين سبقت لهم) الآية،.
وقالت اليهود: ألست لم تزل نبيا؟ قال: بلى، قالت: فلم لم تنطق في المهد كما نطق عيسى؟ فقال: ان الله عز وجل خلق عيسى من غير فحل فلولا انه نطق في المهد لما كان لمريم عذر إذ اخذت بما يؤخذ به مثلها وانا ولدت بين أبوين.
واجتمعت إليه قريش فقالوا: إلى ما تدعونا يا محمد؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد كلها، قالوا: ندع ثلاثمائة وستين إلها ونعبد إلها واحدا! فنزل:

(1) الطلاوة: الحسن والبهجة.
(2) خباب بن الأرت التميمي: أبو عبد الله من السابقين في الاسلام وقد عذب كثيرا في الله ثم شهد بدرا. ونزل أخيرا في الكوفة وتوفي بها سنة 37 ه‍.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404