مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٤٦
كادوا ليستفزونك من الأرض) وقال أهل مكة: تركت ملة قومك وقد علمنا أنه لا يحملك على ذلك إلا الفقر فانا نجمع لك من أموالنا حتى تكون من اغنانا فنزل:
(قل أغير الله أتخذ وليا) وكان المشركون إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم على محمد؟ قالوا أساطير الأولين فنزل (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم) الآية.
ابن عباس، قالت قريش: ان القرآن ليس من عند الله وإنما يعلمه بلعام وكان قينا بمكة روميا نصرانيا، وقال الضحاك: أرادوا به سلمان، وقال مجاهد: عبد النبي الحضرمي يقال له يعيش فنزل (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) الآية، وقوله (وقال الذين كفروا ان هذا إلا إفك افتراه) محمد واختلقه من تلقاء نفسه وأعانه عليه قوم آخرون يعنون عداسا مولى خويطب ويسار غلام العلاء بن الحضرمي وحميرا مولى عامر وكانوا من أهل الكتاب، فكذبهم الله تعالى فقال (فقد جاؤوا ظلما وزورا) الآيات.
قال علم الهدى والناصر للحق في رواياتهم: ان النبي صلى الله عليه وآله لما بلغ إلى قوله (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) القى الشيطان في تلاوته تلك الغرانيق (1) العلى وان شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون، فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون والمشركون معا (ان صح هذا الخبر فمحمول على أنه كان يتلو القرآن فلما بلغ إلى هذا الموضع قال بعض المشركين ذلك فألقى في تلاوته فأضافه الله إلى الشيطان لأنه إنما حصل باغرائه ووسوسته وهو الصحيح لان المفسرين رووا في قوله (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء).
كان النبي صلى الله عليه وآله في المسجد الحرام فقام رجلان من عبد الدار عن يمينه يصفران ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما فيختلطان عليه صلاته فقتلهم الله جميعا ببدر، قوله (فذوقوا العذاب).
وروي في قوله (وقال الذين كفروا) أي قال رؤساؤهم من قريش لا تباعهم لما عجزوا عن معارضة القرآن (ان لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) أي عارضوه باللغو والباطل والمكاء ورفع الصوت بالشعر (لعلكم تغلبون) باللغو (فلنذيقن الذين كفروا). قال البختري:

(1) الغرانيق هنا الأصنام، وهي في الأصل الذكور من طير الماء واحدها غرنوق وغرنيق سمي به لبياضه، وقيل هو الكركي. وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم من الله زلفى وتشفع لهم، فشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترفع.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404