وعاودني في عشر وسق من شعيركم يقضمه جياعه وكاد يطوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه ولقد رأيت أطفاله شعث الألوان من صرهم كأنما اشمأزت وجوههم من قترهم فلما عاودني في قوله وكره أصغيت إليه سمعي فغره وظنني أرثغ ديني واتبع ما أسره؟ أحميت له حديدة لينزجر إذ لا يستطيع مسها ولا يصير ثم أدنيتها من جسمه فضجع من ألمه ضجيج دنف يئن من سقمه وكاد يسبني سفها من كظيمه ولحرمة في لظى ادني له من عدمه فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من أذى ولا أئن من لظى وعن أم عثمان أم ولد علي قالت: جئت عليا وبين يديه قرنفل مكتوب في الرحبة فقلت: يا أمير المؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة، فقال: هاك ذا - ونفذ بيده إلي درهما - فإنما هذا للمسلمين أولا فاصبري حتى يأتينا حظنا منه فنهب لابنتك قلادة. وسأله عبد الله بن زمعة ما لا فقال: ان هذا المال ليس لي ولا لك وإنما هو للمسلمين وجلب أسيافهم فان شركتهم في حربهم كان لك مثل حظهم وإلا فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم.
وجاء إليه عاصم بن ميثم وهو يقسم مالا فقال: يا أمير المؤمنين اني شيخ كبير مثقل، قال والله ما هو بكد يدي ولا بترائي عن والدي ولكنها أمانة أوعيتها قال رحم الله من أعان شيخا كبيرا مثقلا.
تاريخ الطبري وفضايل أمير المؤمنين عن ابن مردويه انه لما اقبل من اليمن تعجل إلى النبي واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي فلما دنى جيشه خرج علي ليتلقاهم فإذا هم عليهم الحلل فقال ويلك ما هذا؟ قال كسوتهم ليتجملوا إذا قدموا في الناس قال ويلك من قبل ان ينتهي إلى رسول الله، قال فانتزع الحلل من الناس وردها في البز واظهر الجيش شكاية لما صنع بهم.
ثم روى عن الخدري أنه قال: شكا الناس عليا فقام رسول اله خطيبا فقال:
أيها الناس لا تشكو عليا فوالله انه لخشن في ذات الله.
وسمعت مذاكرة انه دخل عليه عمرو بن العاص ليلة وهو في بيت المال فطفئ السراج وجلس في ضوء القمر ولم يستحل ان يجلس في الضوء من غير استحقاق.
ومن كلام له فيما رده على المسلمين من قطايع عثمان والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فان في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه الضيق.