انك لا تترك شيئا إلا قسمته فخبأت لك هذا، فسل سيفه وقال: ويحك لقد أحببت ان تدخل بيتي نارا، ثم استعرضها بسيفه فضربها حتى انتثرت من بين اناء مقطوع بضعة وثلاثين وقال علي بالعرفاء فجاؤوا فقال هذا بالحصص وهو يقول:
هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه جمل أنساب الأشراف، انه أعطته الخادمة في بعض الليالي قطيفة فأنكر دفأها فقال: ما هذه؟ قالت الخادمة: هذه من قطف الصدقة، قال: اصردتمونا بقية ليلتنا.
وقدم عليه عقيل فقال للحسن: اكس عمك، فكساه قميصا من قميصه ورداء من أرديته، فلما حضر العشاء فإذا هو خبز وملح فقال عقيل ليس ما أرى فقال أوليس هذا من نعمة الله فله الحمد كثيرا فقال اعطني ما اقضي به ديني وعجل سراحي حتى ارحل عنك، قال فكم دينك يا أبا يزيد؟ قال مائة ألف درهم، قال والله ما هي عندي ولا املكها ولكن اصبر حتى يخرج عطاي فأواسيكه ولولا أنه لابد للعيال من شئ لأعطيتك كله، فقال عقيل: بيت المال في يدك وأنت تسوفني إلى عطائك وكم عطاؤك وما عسى يكون وله أعطيتنيه كله، فقال: ما انا وأنت فيه إلا بمنزلة رجل من المسلمين وكانا يتكلمان فوق قصر الامارة مشرفين على صناديق أهل السوق فقال له علي (ع) ان أبيت يا أبا يزيد ما أقول فأنزل إلى بعض هذه الصناديق فاكسر اقفاله وخذ ما فيه، فقال وما في هذه الصناديق؟ قال فيها أموال التجار، قال أتأمرني ان اكسر صناديق قوم قد توكلوا على الله وجعلوا فيها أموالهم، فقال أمير المؤمنين أتأمرني ان افتح بيت المال المسلمين فأعطيك أموالهم وقد توكلوا على الله واقفلوا عليها وان شئت اخذت سيفك واخذت سيفي وخرجنا جميعا إلى الحيرة فان بها تجارا مياسير فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله، فقال أو سارق جئت! قال تسرق من واحد خير من أن تسرق من المسلمين جميعا، قال له أفتأذن لي ان اخرج إلى معاوية فقال له قد أذنت لك، قال فأعني على سفري هذا، قال يا حسن اعط عمك أربعمائة درهم فخرج عقيل وهو يقول:
سيغنيني الذي اغناك عني * ويقضي ديننا رب قريب وذكر عمرو بن العاص ان عقيلا لما سأل عطاه من بيت المال قال له أمير المؤمنين تقيم إلى يوم الجمعة، فأقام فلما صلى أمير المؤمنين الجمعة قال لعقيل: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟ قال بئس الرجل ذاك، قال فأنت تأمرني ان أخون هؤلاء وأعطيك ومن خطبة له (ع): ولقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا المناقب ج 1، م 47