مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٢٦
لهدم الكعبة أتاه عبد المطلب ليسترد منه إبله فقال: تعلمني (1) في مائة بعير وتترك دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه! فقال عبد المطلب: أنا رب الإبل وان للبيت ربا سيمنعه منك، فرد إليه إبله فانصرف إلى قريش فأخبرهم الخبر فأخذ بحلقة الباب قائلا يا رب لا أرجو لهم سواكا * يا رب فامنع منهم حماكا ان عدو البيت من عاداكا * أمنعهم أن يحربوا قراكا (2) وله أيضا:
اللهم ان المرء يمنع رحلة فامنع رحالك * لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك فانجلى نوره على الكعبة فقال لقومه: انصرفوا فوالله ما انجلى من جبيني هذا النور إلا ظفرت والآن قد انجلى عنه وسجد الفيل له فقال للفيل: يا محمود، فحرك الفيل رأسه، فقال له: تدري لم جاؤوا بك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال: جاؤوا بك لتهدم بيت ربك أفتراك فاعل ذلك؟ فقال الفيل برأشه: لا.
وكانت امرأة يقال لها فاطمة بنت مرة قد قرأت الكتب فمر بها عبد الله بن عبد المطلب فقالت: أنت الذي فداك أبوك بمائة من الإبل؟ قال: نعم، فقالت:
هل لك أن تقع علي مرة وأعطيك من الإبل مائة، فنظر إليها وأنشأ:
اما الحرام فالممات دونه * وأحل لا حل فاستبينه فكيف بالامر الذي تبتغينه ومضى مع أبيه فزوجه أبوه آمنة فظل عندها يوما وليلة فحملت بالنبي صلى الله عليه وآله ثم انصرف عبد الله فمر بها فلم يربها حرصا على ما قالت أولا فقال لها عند ذلك مختبرا:
هل لك فيما قلت لي فقلت لا؟ قالت: (قد كان ذلك مرة فاليوم لا) فذهبت كلمتها مثلا ثم قالت: أي شئ صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة فبت عندها، فقالت:
لله ما زهرية سلبت * ثوبيك ما سلبت وما تدري ثم قالت: رأيت في وجهك نور النبوة فأردت أن يكون في وأبي الله إلا أن يضعه حيث يحب، ثم قالت:
بني هاشم قد غادرت من أخيكم * أمينة إذ للباه يعتلجان (3) كما غادر المصباح بعد خبوه * فتائل قد ميثت (4) له بدخان

(1) الظاهر أن الكلمة محرفة والصحيح فيها تسألني.
(2) في نسخة: انهم لم يقهروا قواكا.
(3) الباه: الجامعة، ويعتلجان: يتصارعان.
(4) مات موثا: خلطه ودافه.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404