" لم تقولون ما لا تفعلون ".
يا ابن مسعود: إذا عملت عملا فاعمل بعلم وعقل، وإياك وأن تعمل عملا بغير تدبر وعلم، فإنه جل جلاله يقول: " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ".
يا ابن مسعود: عليك بالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا وأنصف الناس من نفسك وأحسن، وادع الناس إلى الاحسان، وصل رحمك، ولا تمكر بالناس، وأوف الناس بما عاهدتهم، فإن الله تعالى يقول: " إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ".
الفصل الخامس (في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه) يقول مولاي أبي طول الله عمره الفضل بن الحسن: هذه الأوراق من وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - التي أخبرني بها الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقرئ الرازي والشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن أبي جعفر محمد بن بابويه - رضي الله عنهما - إجازة قالا: أملى علينا الشيخ الأجل أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - قدس سره - وأخبرني بذلك الشيخ العالم الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني في مشهد الرضا (عليه السلام)، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو علي الحسن بن محمد الطوسي، قال: حدثني أبي الشيخ أبو جعفر - قدس سره -، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني، قال:
حدثنا أبو الحسن رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب سنة أربع عشر وثلاثمائة وفيها مات، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن ميمون، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله الهناء، قال حدثني أبو حرب بن أبي الأسود الدئلي، عن أبي الأسود قال: قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب ابن جنادة - رضي الله عنه - فحدثني أبو ذر قال: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت: يا رسول الله بأبي أنت