ألا من وتولى عرافة قوم أتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله عز وجل أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا شيئا من الذنوب وإن كبر في أعينكم، فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الاصرار.
قال شعيب بن واقد: [وقد] سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث؟
فقال: حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) خط علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
الفصل الثالث (في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام)) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يا علي أوصيك بوصية فاحفظها فلن تزال بخير ما حفظت وصيتي.
يا علي: من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة آمنا وإيمانا يجد طعمه.
يا علي: من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته ولم تملك الشفاعة.
يا علي: أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد.
يا علي: من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار.
يا علي: شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره.
يا علي: شر الناس من باع آخرته بدنياه. وشر من ذلك من باع آخرته بدنياه غيره.
يا علي: من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي.
يا علي: إن الله عز وجل أحب الكذب في الصلاح وأبغض الصدق في الفساد.
يا علي: من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال علي (عليه السلام):
لغير الله؟! قال: نعم، والله من تركها صيانة لنفسه يشكره الله على ذلك.
يا علي: شارب الخمر كعابد وثن. يا علي شارب الخمر لا يقبل الله عز وجل صلاته أربعين يوما، فإن مات في الأربعين مات كافرا.