مكارم الأخلاق - الشيخ الطبرسي - الصفحة ١٠٩
الفصل الخامس في التبختر في الثياب والتواضع فيها والترقيع لها والاقتصاد فيها ولبس الخشن (في التبختر في الثياب) عن عبد الله بن هلال قال: أمرني أبو عبد الله (عليه السلام) أن أشتري له إزارا، فقلت: إني لست أصيب إلا واسعا، قال: اقطع منه وكفه، ثم قال: إن أبي قال:
ما جاوز الكعبين ففي النار.
عن عبد الله بن هلال، عنه (عليه السلام) ذكر مثله وقال: ما جاوز الكعبين من الثوب ففي النار.
أبو إسحاق السبيعي (1) رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إتزر إلى نصف الساق أو إلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة قال: إن الاسبال في الإزار والقميص والعمامة، [وقال]: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة.
ومن كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أبي مطر قال: إن عليا (عليه السلام) مر بي يوما ومعي ابن عم لي، قال: فضربني بقضيب معه أو بدرة وقال: ارفع ثوبك وإزارك لا تأكله الأرض، فقال ابن عمي: من ذا الذي يضرب ابن عمي؟ قال: فقال:
علي (عليه السلام): إنما أقول ارفع ثوبك وإزارك لا تأكله الأرض، ثم قال (عليه السلام) لقنبر: ألا تمنعني كما يمنع هذا ابن عمه.
عن جابر، [عن أبي جعفر (عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن ريح الجنة ليوجد من مسيرة ألف عام ولا يجدها جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين.

(1) هو عمرو بن عبد الله بن علي الكوفي الهمداني، ابن أخت يزيد بن الحصين الهمداني، من أصحاب الحسين (عليه السلام)، ممن شهد الطف وقتل. وكان أبو إسحاق من أعيان وثقاة علي بن الحسين (عليه السلام) وعاش تسعون سنة، ونقل عنه أنه قال: رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يخطب وهو أبيض الرأس واللحية، إلى آخر الحديث.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست