أم رأسه بالسيف - وكان مسموما - فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث الأول من الليل، ثم قضى نحبه عليه السلام شهيدا ولقي ربه - تعالى - مظلوما.
وقد كان عليه السلام يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل زمانه، وتولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين عليهما السلام بأمره، وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة، فدفناه هناك وعفيا موضع قبره، بوصية كانت منه إليهما في ذلك، لما كان يعلمه عليه السلام من دولة بني أمية من بعده، واعتقادهم في عداوته، وما ينتهون إليه بسوء النيات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك، فلم يزل قبره عليه السلام مخفي حتى دل عليه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الدولة العباسية، وزاره عند وروده إلى أبي جعفر (1) - وهو بالحيرة - فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته عليه السلام وعلى ذريته الطاهرين، وكان سنه عليه السلام يوم وفاته ثلاثا وستين سنة.