ولم يخلق السماء والأرض وما بينهما باطلا ﴿ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار﴾ (1)) فقال له الرجل: فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين؟ قال: (الأمر بالطاعة، والنهي عن المعصية، والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة، والمعونة على القربة إليه، والخذلان لمن عصاه، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، كل ذلك مضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا، فأما غير ذلك فلا تظنه، فإن الظن له محبط للأعمال) فقال الرجل: فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك، وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم المآب من الرحمن غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالإحسان إحسانا (2) وهذا الحديث موضح عن قول أمير المؤمنين عليه السلام في معنى العدل، ونفي الجبر، وإثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، ونفي العبث عنها.