ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - الشهيد الأول - ج ٢ - الصفحة ٣٣٤
المسجد فأقام الصلاة فصلوا العشاء، فسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك، فقال: (نعم، قد عمله رسول الله صلى الله عليه وآله) (1).
وعن صفوان الجمال، قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام الظهر والعصر عندما زالت الشمس بأذان وإقامتين، وقال: ((اني على حاجة فتنفلوا) (2). وفي هذا الخبر فوائد:
منها: جواز الجمع.
ومنها: انه لحاجة.
ومنها: سقوط الأذان والنافلة مع الجمع، كما روى محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه السلام: (إذا جمعت بين الصلاتين فلا تطوع بينهما) (3).
ومنها: أفضلية القدوة على التأخير.
وروى عبد الله بن سنان في كتابه عن أبي عبد الله عليه السلام: (ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في السفر يجمع بين المغرب والعشاء، والظهر والعصر، انما يفعل ذلك إذا كان مستعجلا). قال عليه السلام:
(وتفريقهما أفضل). وهذا نص في الباب.
ولم أقف على ما ينافي استحباب التفريق من رواية الأصحاب، سوى ما رواه عباس الناقد، قال: تفرق ما كان في يدي وتفرق عني حرفائي، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقال: (أجمع بين الصلاتين الظهر والعصر ترى ما تحب) (4). وفي الكافي: فشكوت ذلك إلى أبي محمد عليه السلام (5)، والذي هنا بخط الشيخ وقد نسبه إلى الكافي. وهو إن صح أمكن تأويله بجمع

(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست