ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - الشهيد الأول - ج ٢ - الصفحة ٦٦
البحث السادس: فيما يلحق الميت من الأفعال بعد موته.
قال الفاضل: اما الدعاء، والاستغفار، والصدقة، وأداء الواجبات التي تدخلها النيابة، فاجماع (١).
قال الله تعالى: ﴿والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان﴾ (٢).
وقال تعالى: ﴿واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾ (3).
وقد سبق في الدعاء للميت عن النبي (صلى الله عليه وآله): (اللهم اغفر لحينا وميتنا) (4). وعن الأئمة (عليهم السلام) نحو ذلك (5).
وفي الفقيه عن الصادق (عليه السلام): (ان الميت يفرح بالترحم عليه والاستغفار له، كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه) (6).
وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعمرو بن العاص: (لو كان أبوك مسلما، فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم، بلغه ذلك) (7).
وفي البخاري وغيره عن ابن عباس، قال رجل: ان أختي نذرت أن تحج وانها ماتت. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (لو كان عليها دين، أكنت قاضيه؟) قال: نعم. قال (فاقض دين الله فهو أحق بالقضاء) (8).
وأما ما عداها فعندنا انه يصل إليه. روى ابن بابويه عن الصادق (عليه

(١) تذكرة الفقهاء ١: ٥٨.
(٢) سورة الحشر: ١٠.
(٣) سورة محمد: ١٩.
(٤) تقدم في ج ١ ص ٤٤٠، الهامش ٣.
(٥) فلاح السائل: ٢٥٠، اقبال الأعمال: ٧٠، ٣٧٦.
(٦) الفقيه ١: ١١٧ ح ٥٥٤.
(٧) سنن أبي داود ٣: ١١٨ ح ٢٨٨٣.
(٨) صحيح البخاري ٨: ١٧٧، سنن النسائي ٥: ١١٧، السنن الكبرى ٥: ١٧٩.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست