شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٤٠
ينقص شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفه وتنقصه كذا قاله بعض المفسرين (فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه) كفرعون وهامان وقارون وقوم عاد وهود وقوم صالح وغير هؤلاء فإن فعله تعالى بهم لأجل ظلمهم وإنكارهم للحق وعنادهم لأهله كاف في تحذير غيرهم ممن له بصيرة الاعتبار فاعتبروا يا أولي الأبصار (ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب) من العقوبة الدنيوية وهذا نظير قوله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون للترغيب في متابعة موسى عليه السلام: (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) يعني لا أقل من أن يصيبكم بعضه، قال القاضي وغيره: فيه مبالغة في التحذير وإظهار للإنصاف وعدم التعصب أو ينزل بكم ماتواعدهم لأن عذاب الدنيا وهو بعض ما توعدون به كأن خوفهم بما أقرب وقوعا وأعظم قدرا عندهم لأن عذاب الدنيا عند الغافلين أعظم من عقاب الآخرة لغفلتهم عنها فضلا عن عذابها (والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم) من الظالمين بسبب ظلمهم وخروجهم عن طاعة الله وطاعة رسوله (فإن السعيد من وعظ بغيره) قد صارت هذه القضية في معنى المثل أي السعيد في الآخرة من اعتبر حال غيره فشاهد بعين بصيرته مصير الظالمين فخاف عاقبتهم فعدل عن طريقتهم وتذكر مآل المتقين فمال إلى سيرتهم ورغب في الاتعاظ بالغير بذكر استلزامه للسعادة، وإنما عني بالقرية أهلها هذا ظاهر في نفسه ومع هذا دل عليه الدليل المذكور ويؤيده نسبة الظلم إلى القرية مجازا باعتبار ظلم أهلها.
(وقال عز وجل (فلما أحسوا بأسنا)) أي شدة عذابنا وقد مر تفسيره عن أبي جعفر عليه السلام قبل رسالته إلى سعد الخير متصلا بها (إذا هم منه يركضون يعني يهربون) قال القاضي يهربون مسرعين راكضين دوابهم أو متشبهين بهم في فرط إسراعهم (قال لا تركضوا) على سبيل الاستهزاء ولفظ قال من كلامه عليه السلام للتنبيه على أنه لابد من تقدير القول أي قال ذلك بلسان الحال أو المقال أو القائل ملك أو من ثم من المؤمنين (وارجعوا إلى ما أترفتم) من التنعم والتلذذ والإتراف إبطار النعمة (ومساكنكم) التي كانت لكم (لعلكم تسألون) عن كنوزكم وذخايركم كما مر.
وقال القاضي وغيره: تسألون غدا عن أعمالكم وفيه أنه لا مدخل للرجوع عن هذا السؤال (قالوا ياويلنا) أقبل فهذا أوان إقبالك (إنا كنا ظالمين) اعترفوا بظلمهم بعد نزول العذاب فلذلك لم ينفعهم (فما زالت تلك دعواهم) يكررونها لشدة التحسر والتأسف (حتى جعلناهم حصيدا) أي محصودا (خامدين) ميتين، خمدت نفوسهم كخمود النار، واعلم أن هذه القضية قضية بني أمية وقتلهم بسيف الصاحب عليه السلام وعساكره المنصورة لما فعلوه بالحسين عليه
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481