* الشرح:
(حديث الشيخ مع الباقر عليه السلام) يذكر فيه فضيلة المحبة للأئمة عليهم السلام وحصول النجاة بها وشيئا من الآداب (والبيت غاص بأهله) أي ممتلي بهم (إذا أقبل شيخ يتوكؤ على عنزة له) العنزة بالتحريك أطول من العصاء وأقصر من الرمح فيها زج كزج الرمح.
(فقال: السلام عليك يا بن رسول الله.. اه) فيه شيء من آداب التسليم إذ دل على أنه ينبغي أن يسلم الداخل على جماعة أولا على أفضلهم ويخاطبه بخطاب شريف وأن يضم مع السلام الرحمة والبركة ويصبر حتى يسمع الجواب ثم يسلم على الحاضرين بإسقاط الضميمة (ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في الدنيا.. اه) أشار إلى حبه لله وبغضه لله وهذا من صفات المؤمن الخالص العارف بمناهج الخير والشر المالك لزمام نفسه يسوقها إلى امتثال أوامر ربه (لوتر كان بيني وبينه) الوتر بالكسر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي (وانتظر أمركم) وهو ظهور الدولة النبوية بيد إمام عادل منتظر منهم والانتظار لهذا من أفضل العبادات كما نطقت به الروايات (فهل ترجو لي) مفعول «ترجو» محذوف وهو النجاة والرحمة أو نحوهما وأشار بذلك إلى أنه مع ما ذكر خائف من التقصير راج من الله النجاة والعفو عنه وهذا من لوازم الإيمان الكامل (فقال أبو جعفر عليه السلام: إلي إلي) أي سر أو امشي إلي والتكرير للتأكيد وتنشيط المخاطب وتفريحه (ويثلج قلبك) ثلج صدره بالأمر كنصر وفرح ثلوجا وثلجا اطمأن وسكن فيه ووثق به (ويبرد فؤادك) برد الفؤاد برودة مثل سهل سهولة إذا سكت حرارته وهو كناية عن زوال كل مكروه يوجب غيظ القلب وحرارته (وتقر عينك) قرت العين قرة بالضم وقرورا بردت سرورا وأقر الله العين بالولد وغيره إقرارا في التعدية والأصل فيه أن دمعة الحزن حارة فقرة العين كناية عن السرور (ويستقبل بالروح والريحان) مر تفسيرهما في الحديث السابق (لو قد بلغت نفسك) النفس بالتسكين الروح وبالتحريك معروف والأول أنسب (وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك) أقر الله عينه أعطاه من موجبات السرور حتى تسر وحاصله مع السابق أن لك إحدى الحسنيين إما أن تموت في طاعة الله وطاعة الإمام فترد على رسول الله إلى آخره أو تعيش إلى أن تدرك ظهور إمام منا.
(وتكون معنا في السنام الأعلى) استعار لفظ السنام لأشرف مرتبة من المراتب الإنسانية وأرفع درجة من درجات الكرامة الربانية ثم وصفها بالأعلى ترشيحا لها وتصريحا بعلوها (فقال الشيخ كيف قلت يا أبا جعفر؟) ليس السؤال لعدم الفهم أولا بل لانبساط القلب وسروره باستماعه تارة أخرى (فقال الشيخ الله أكبر) للتعجب فيما سمعه وتعظيمه (ثم أقبل الشيخ ينتحب وينشج)