اه) أي أنزل بها واقترفها أو أقرب منها وأكاد اقترفها فذكر المحبة على الأول سبب لرجاء النجاة من العقوبة وتجلي ظن الهلاك بها وعلى الثاني سبب لرجاء النجاة من الذنوب وتجليها عنه والله أعلم (وهل الدين إلا الحب) أي ليس الدين إلا حبنا ولا يتحقق إلا به لأنه أصل يثبت الدين بثبوته وينتفي بانتفائه ولا يغتفر التقصير فيه (قال الله تعالى: (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم) الدين هو الإيمان أعني الإقرار بالله وبالرسول والأوصياء والإيمان لا يتحقق إلا بحكم الآية فالدين لا يتحقق إلا بحبهم وبعبارة أخرى الإيمان هو الإقرار بعلي أمير المؤمنين وأوصيائه عليهم السلام لأن الإقرار يستلزم الإقرار بالله برسوله دون العكس وهو لا يتحقق إلا بحبهم والتقرب على التقديرين واضح.
(وقال: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) الدين وهو متابعة النبي فيما جاء به الذي أعظمه الولاية متوقف على المحبة وثمرته المحبة بدليل الشرط المذكور والمقدر فهو محفوف بالمحبتين محبة العبد له تعالى ومحبة الله تعالى فلا يتحقق إلا بها وهو المطلوب (وقال: (يحبون من هاجر إليهم) مدحهم بحب المهاجرين ليس إلا بحبهم للدين وهو المطلوب (إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله أحب المصلين.. اه) الظاهر أن الرجل كان مؤمنا وأن المراد بالصلاة والصيام المندوبات مع احتمال الأعم وأن المراد بقوله (أنت مع من أحببت) أن المحبة سبب للنجاة وأن قوله (ولك ما اكتسبت) إشارة إلى أن أعمال الخير سبب لرفع الدرجات والله أعلم (وقال: ما تبغون وما تريدون) بعد أن كان لكم أصل يورث نجاتكم وفيه بشارة عظيمة للشيعة المحبين لهم عليهم السلام (أما أنها لو كانت فزعة من السماء.. اه) الفزعة بالضم ما يفزع منه ويخاف كالضحكة بالضم وما يضحك منه ولعل المراد بها الصور أو زلزلة الساعة.
* الأصل:
36 - سهل، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، وعبد الله بن بكير، عن سعيد بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الحمد لله صارت فرقة مرجئة وصارت فرقة حرورية وصارت فرقة قدرية وسميتم الترابية وشيعة علي، أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله (صلى الله عليه وآله) وآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشيعة آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما الناس إلا هم، كان علي (عليه السلام) أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأولى الناس بالناس - حتى قالها ثلاثا -.
* الشرح:
(سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله صارت فرقة مرجئة) الحمد لوجود الفرقة الناجية وهم الترابية الآتية لا بوجود الفرق الضالة المضلة لأن وجود الناجية مع افتراق الأمة نعمة