شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٣٩
مواضع عديدة وقيل ذلك مشروط بعدم التوبة والتكفير عنه بالمصائب ونحوها وعدم الإحباط والمغفرة، والذرة النملة الصغيرة أو الهباء (فاحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصي) يمكن تخصيص أحديهما بالكبائر والأخرى بالصغائر أو العطف للتفسير (ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق والبيان الناطق) العطف للتفسير أو المراد بالمعطوف بيان أهل الذكر عليهم السلام لأن مناهي الكتاب وتحذيره بعضها ظاهر وبعضها باطن يظهر ببيانهم، ووصف البيان بالناطق مجاز باعتبار أنه مظهر للمقصود كالنطق (ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتهديده) المكر من النار الخديعة وهي أن يوهم غيره خلاف ما يخفيه من المكروه وإيصال السوء وإذا نسب إليه تعالى يراد به لازمه وهو العقوبة وإيصال المكروه كناية، وقيل: هو استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب وقيل هو إيصال المكروه إلى الغير على وجه يخفى فيجوز صدوره منه تعالى، ثم أشار إلى تعليل ذلك في الحث على ذكر الله تعالى عند دعوة الشيطان إلى معصيته بقوله (فإن الله عز وجل يقول: (إن الذين اتقوا) من عذاب الله (إذا مسهم طائف من الشيطان) من الطواف كأنه يطوف حولهم ليؤثر في قلوبهم بميلها إلى المعصية (تذكروا) الله وما أمر به ونهى عنه (فإذا هم مبصرون) بسبب التذكر موارد الخطأ ومكايد الشيطان فيحترزون منها.
سئل الصادق عليه السلام عن هذه الآية فقال: «هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك فذاك قوله: (تذكروا فإذا هم مبصرون)». (وأشعروا قلوبكم خوف الله) أي اجعلوا خوفه شعارها شبه الخوف بالشعار في اللزوم والاختصاص كلزوم الشعار للسجد واختصاصه به أو اجعلوا خوفه شعارا وعلامة لقلوبكم غير مفارق عنها واجعلوا قلوبكم شاعرة غير غافلة من خوفه (ولا تكونوا من الغافلين) عن الله تعالى وعن أوامره ونواهيه ومواعظه وأحوال الآخرة وإصلاح أنفسكم.
(المايلين إلى زهرة الحياة الدنيا) أي حطامها ومتاعها لحسنها ونضارتها وبهجتها المغفلة عن الآخرة وأعمالها (الذين مكروا السيئات) أي مكروا المكرات السيئات مع الله والرسول والوصي بالمخالفة والإنكار مع المؤمنين بالأذى والإضرار وصدهم عن الإيمان والإقرار، ثم أشار إلى سوء خاتمة المكر مستشهدا بالآية الكريمة بقوله (فإن الله يقول في محكم كتابه (أفأمن الذين مكروا السيئات)) الاستفهام للإنكار والتوبيخ (ان يخسف الله بهم) كما خسف بقارون وغيره من أهل الخسف (أو يأتيهم العذاب) بغتة من السماء (من حيث لا يشعرون) كما فعل بقوم لوط أو قوم صالح (أو يأخذهم في تقلبهم) أي حال سفرهم ومسيرهم في الحوائج أو في تقلبهم من اليقظة إلى النوم (فما هم بمعجزين) لله تعالى عما أراد منهم من أنحاء العقوبة (أو يأخذهم على تخوف) أي على مخافة بأن يهلك قوما فتخوفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوفون، أو على أن
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481