شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٣٥
والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون).
فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله عزوجل قال لمحمد (صلى الله عليه وآله): (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ولا تركنوا إلى زهرة الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان فإنها دار بلغة ومنزل قلعة ودار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها وقبل الإذن من الله في خرابها فكأن قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثها فأسأل الله العون لنا ولكم على تزود التقوى والزهد فيها: جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا، الراغبين لأجل ثواب الآخرة فإنما نحن به وله، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* الشرح:
(كلام علي بن الحسين عليهما السلام) ذكر فيه من المواعظ والنصايح والترغيب والترهيب والتزهيد في الدنيا ما لو لم يكن غيره في هذا الباب لكان كافيا لأولي الألباب (قال كان علي بن الحسين عليهما السلام يعظ الناس) الوعظ الأمر بالطاعة والوصية بها وقيل هو تذكير مشتمل على زجر وتخويف وحمل على طاعة الله بلفظ يرق له القلب والاسم الموعظة (ويزهدهم في الدنيا) أي يحقرها ويقللها في أعينهم ويأمرهم برفض الوغول فيها وعلامة الزاهد أن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره (ويرغبهم في أعمال الآخرة) علامة الراغب فيها أن يقنع من حلال الدنيا بما تكفيه ولا يصرف عمره فيما لا يعنيه إن وجد الحلال شكر وإن لم يجده صبر وتشتاق نفسه إلى فعل الطاعات وتضطرب بالوقوع في أدنى المنهيات (أيها الناس اتقوا الله) بفعل الطاعات وترك المنهيات والمخالفة له فيما أمر به من طاعة أوليائه (واعلموا أنكم إليه ترجعون) فيه وعد ووعيد بوجدان جزاء العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر كما أشار إليه اقتباسا للآية الكريمة بقوله (فتجد) وفيها «يوم تجد» (كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء) أي محضرا حذف للاختصار ولدلالة العطف وما بعده عليه، ومن مزيدة للمبالغة في عموم الخير والسوء لجميع الأفراد وإن كان في غاية الحقارة كما نطق به قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) تود استيناف أو حال عن فاعل ما عملت «ولو» للتمني وللمبالغة فيه وضمير التأنيث للنفس وضمير التذكير ليوم أو لسوء على احتمال، ومن المفسرين من جعل ما علمت مبتدأ وتود خبرا له وتجد مقصورا على ما عملت من خير وعلى هذا لا حذف فيه (ويحذركم الله نفسه) فلا تتعرضوا لسخطه بمخالفة أحكامه وأوليائه وموالاة أعدائه،
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481