شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤١٦
ما أرادوا من الأوامر والنواهي ولم يرفقوا لفسادهم وبغيهم (على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا) من القوة والقدرة والنعمة وطيب العيش والجاه والمال والسلطنة ولم ينفعهم شيء من ذلك حين نزل غضب الله بساحتهم (وأمات هامان وأهلك فرعون) وقومهما لبغيهم وتجاوزهم عن الحد وفيه زجر لأصحاب القدرة والاقتدار عن البغي والفساد وتنبيه على أنه تعالى أشد قوة منهم وهو القوي العزيز (وقد قتل عثمان) لما صدر منه من الفساد في الدين والبغي على المسلمين (ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه) أشار به إلى أن حالهم عند قيامه عليه السلام بالخلافة كحالهم عند بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) في كونهم في البلية وهي الضلالة والشبهة واختلاف الأهواء وتشتت الآراء وعدم الألفة والاجتماع والنصرة لدين الحق وفيه تنبيه على أنهم ارتدوا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يكونوا من أهل الدين والتقوى.
ثم أشار إلى أنهم كما عادت بليتهم بعد النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك تعود بعده عليه السلام مؤكدا بالقسم البار بقوله (والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة) البلبلة والبلابل اختلاط الألسنة وتفريق الآراء وشدة الهم والبلية أي لتخلطن اختلاطا في ألسنتكم أو لتفترقن افتراقا في آرائكم أو لتبتلين ببلية شديدة وتتحركن بالشدائد وهي إشارة إلى ما يوقع بهم بنو أمية وبنو عباس وغيرهم من أمراء الجور من الفتن المزعجة والبلايا المتراكمة وخلط بعضهم ببعض وخفض أكابرهم ورفع أراذلهم (ولتغربلن غربلة) إشارة إلى التقاط آحادهم وقصدهم بالقتل والأذى كما فعلوا بكثير من الصحابة والتابعين والصالحين شبه فعلهم ذلك بغربلة الدقيق لتميز بعضهم عن بعض واستعار له لفظها (ولتساطن سوطة القدر) أشار إلى خلطهم بعده عليه السلام في خلافة الجبابرة كخلط ما في القدر والسوط الخلط وهو أن تخلط شيئين في قدر ونحوه وتضربهما بيدك أو بالسوط حتى يختلطا والمسوط خشبة تحرك بها ما في القدر ليختلط واستعار لفظ السوط مع غايته المذكورة لتصريف أئمة الجور لهم من حال إلى حال وتقليبهم من طور إلى طور وخفض شريفهم ورفع وضيعهم وتعظيم جاهلهم وتحقير عالمهم بجميع أسباب الإهانة والتعبير لما كانوا عليه في ذلك الوقت من القواعد ثم أشار إلى بعض نتائج تقلب الزمان وتغير أحوالهم بقوله (وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرن سابقون كانوا سبقوا) أراد بالمقصرين الذين يسبقون قوما لهم سابقة في الإسلام قصروا في نصرته وطاعته أولا حين وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ثم أطاعوه ونصروه في ولايته وبالسابقين الذين يقصرون قوما أطاعوه في أول الأمر ثم قصروا في طاعته وخذلوه وانحرفوا عنه.
وقيل: أراد بالأول كل من هداه الله إلى طاعته وامتثال أوامره ونواهيه وزواجره بعد تقصيره في ذلك وبالثاني من كان في مبدأ الأمر مشمرا في سبيل الله مجتهدا في طاعته ثم جذبه هواه إلى غير
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481