شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٢٠
عما يوجب دخول الثانية والله أعلم، ثم بعد ذكر التقوى وخلافها والخلفاء الثالثة وأحوالهم والجنة والنار والاشتغال بهما عن غيرهما على سبيل الإجمال قسم الخلق خمسة أقسام ليعرف الناظر فيه مرتبته ويطلب درجته.
(فقال: ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس) أي هم ثلاثة واثنان وإنما قال ذلك ولم يقل:
خمسة إبتداء للتنبيه على أن ثلاثة من أصحاب العصمة والاثنين صنف آخر (ملك يطير بجناحيه) أي يسير في عالم الملك والملكوت بقدرته التي خلقها الله تعالى فيه فهو استعارة تبعية مرشحة مع احتمال أن يراد بالطيران والجناح معناهما الحقيقي كما يدل عليه ظاهر الآيات والروايات وإليه ميل أكثر أهل الإسلام حيث ذهبوا إلى أن الملائكة أجسام لطيفة قادرة على التشكل بأشكال مختلفة (ونبي أخذ الله بضبعيه) الضبع بسكون الباء وسط العضد، وقيل: ما هو تحت الإبط وأخذه كناية عن تطهيره من الأرجاس ورفع قدره بين الناس (وساع مجتهد) في طلب الحق ومتابعة الرسول في جميع ما جاء به وهو الوصي المعصوم مثله.
(وطالب يرجو) أي طالب للحق مطلقا أو حق النبوة والولاية وهو الشيعة يرجو من الله الرحمة والمغفرة والجنة وإن كان بطيئا في الطلب والعمل وهذه الأربعة كلهم من أهل النجاة على تفاوت الدرجات (ومقصر في النار) وهو الذي ترك طلب الحق وتبع النفس الأمارة والشيطان وورد في موارد الهلاك والشقاء والبغي والعصيان وظاهر أنه في النار له فيها زفير وشهيق ولما أشار عليه السلام إلى أقسام الخلق أراد أن يشير إلى طريق الباطل التي عليها أصحاب الهوى وأعوان الشياطين وطريق الحق التي عليها أعلام الهدى وأنصار المؤمنين ليجتنب السالك عن الأولى ويطلب الأخرى فقال (اليمين والشمال مضلة) أي المضلة لمن سلكهما عن الصواب أو موضع ضلال عنه والمراد بهما الإفراط والتفريط (والطريق الوسطى هي الجادة) إلى الله تعالى وجنته (عليها باقي الكتاب) أي الباقي الذي في الكتاب إلى آخر الدهر، أو الكتاب الباقي فالإضافة إما بتقدير «في» أو من باب جرد قطيفة وفي بعض النسخ: ما في الكتاب بلفظ الموصول (وآثار النبوة) وهي ما جاء به من عند الله تعالى وأعظمه الولاية، وبالجملة طريق السالكين إلى الله تعالى إما العلم أو العمل فالعلم طريق القوة النظرية والعمل طريق القوة العملية وكل منهما بين رذيلتين هما طرف التفريط والإفراط والوسط بينهما هو العدل وهو الجادة الواضحة لمن اهتدى عليها ما في القرآن من المقاصد الحكمية وعليها آثار النبوة التي بها يحصل النجاة في الدنيا والآخرة (هلك من ادعى وخاب من افترى) هذا إما دعاء أو إخبار أي هلك من ادعى ما ليس له أهلا هلاكا أخرويا وخاب من كذب أي لن يحصل مطلوبه إذا جعل الكذب وسيلة إليه.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481