شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٠٥
الدين واستبداد كل فرقة منهم بمذهب في الأصول والفروع مع وجوده عليه السلام بينهم وإعراضهم عنه مع علمهم بحاله ومعرفتهم بكماله (ثم قال: أما بعد فإن الله تعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء) وخوف عليه السلام من اشتد عناده وامتد فساده ورغب في الدنيا ونسي الآخرة واغتر بماله وابتهج بحاله واستبد في الدين برأيه ولم يرجع إليه بالاستفاده منه بذكر أحوال الجبارين الذين كانوا معرضين عن دين الله ودين رسوله فمهلهم الله تعالى من باب الاستدراج تمهيلا وأنعمهم جزيلا فكانوا في نعمة ورخاء ثم قصمهم وأخذهم أخذا وبيلا لعله يتذكر أو يخشى ثم عطف الكلام إلى المؤمنين وحملهم إلى الاتحاد والاجتماع والصبر على الشدة والرخاء ورجاء المعونة والقوة من الله تعالى فقال: (ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء) الأزل الضيق والشدة والجدب، وجبر العظم المكسور كناية عن قوتهم بعد ضعفهم يظهر ذلك لمن نظر في أتباع الأنبياء أول الأمر فإنهم كانوا في غاية الضعف والشدة ثم حصلت لهم القوة بالاتحاد والصبر والتناصر والتعاون وفيه ترغيب في الصبر على النوازل وتنبيه على أن اليسر مقرون بالعسر كما قال تعالى (إن مع العسر يسرا) وعلى وجوب الاتحاد في الدين وعدم تشتت الآراء وتفرق الذهن فيه لقلة أهله فإن الحق يعلو بالآخرة مع أن التشتت يوجب الوهن والضعف والعجز وكل ذلك ضد مطلوب الشارع.
ويحتمل أن يراد بالجبارين المخالفون له عليه السلام وبقوله «لم يجبر» شيعته وأنصاره فنبه بالأول على أن أولئك الجبارين وإن طالت مدتهم وقويت شوكتهم فهم من إمهال الله لهم ليستعدوا به الهلاك وبالثاني على أنكم وإن ضعفتم وابتليتم فذلك من عادة الله فيمن يريد أن ينصره وينصركم بظهور دولتنا القاهرة ثم إبدالهم مضمون قوله: ولم يجبر، من باب التأكيد بقوله: (أيها الناس في دون) أي في أقل أو عند (ما استقبلتم من خطب) الخطب الشأن والحال والأمر عظم أو صغر وفي بعض النسخ: من عتب، أي من عتابي لكم وهو إشارة إلى ما كانوا فيه بعد ظهور الإسلام في حال الحروب مثل حرب بدر وحرب أحد وحرب الأحزاب من الأهوال والوهن والضعف راجعين إلى صاحب الوحي والعلم الإلهي صابرين على أذى المشركين، ثابتين في الدين، متحدين فيه غير مختلفين فأيدهم الله بنصره وأزال عنهم وهنهم وجبر عظمهم بما تقر به عينهم (واستدبرتم من خطب) وهو إشارة إلى ما كانوا فيه من الأهوال والوهن والشدة في مبدأ الإسلام مع قلتهم وكثرة عدوهم فلما اتحدوا ولم يختلفوا وصبروا ورجعوا إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) أيدهم الله تعالى وقواهم وجبر عظمهم بمن أسلم ودخل في الدين، ويحتمل أن يكون الخطب المستقبل والمستدبر واحدا وهو جميع ما استقبلوه ورأوه من أول الإسلام واستدبروه إلى أن قبضه (صلى الله عليه وآله) وإعادة الخطب يؤيد الأول
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481