(إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط) لعلمه بأن حالهم لا يستقيم إلا بهما لقوة فظاظتهم وشدة غلاظتهم.
(وليس لأحد عند الإمام فيهما هو أداة) أي صلح وميل وفيه كما في السابق وعيد لهم بالقتل والحد لمن استحقهما وردع لطمع الدافع بالقرابة وغيرها (فاستتروا في بيوتكم) أمر بلزومها للفرار عن الاجتماع للمنافرات والمفاخرات والمشاجرات وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي: أمر بالتوبة عما يوجب الحد قبل ثبوته عند الإمام والاستتار بها (وأصلحوا ذات بينكم) قيل أحوال بينكم وقيل خصومة بينكم وقيل نفس بينكم ومعناه أصلحوا بينكم (والتوبة من ورائكم) تنبيه للعصاة على الرجوع بالتوبة عن الجري في ميدان المعصية واقتفاء أثر الشيطان والنفس الأمارة قبل كونها وراء لأن الجواذب الإلهية إذا أخذت بقلب العبد فجذبته عن المعصية حتى أعرض عنها والتفت بوجه نفسه إلى ما كان معرضا عنه من الندم على المعصية والتوجه إلى القبلة الحقيقية فإنه يصدق عليه حينئذ أن التوبة وراءه أي وراء عقليا وهو أولى من قول من قال: إن وراءكم بمعنى أمامكم (من أبدى صفحته للحق هلك) أي من كاشف الحق مخاصما له هلك وهي كلمة جارية مجرى المثل أو من أبدى صفحته لنصرة الحق وإظهاره في مقابلة كل باطل اورد من الجهال جهلهم على مر الحق في كل وقت يكون في معرض الهلاك بأيديهم وألسنتهم إذ لا يعدم منهم من يوصل إليه المكروه ويسعى في ذمه.