محمد صلى الله عليه وآله والأول وقع لكونه حتميا والثاني لم يقع لكونه تكليفا والله أعلم (يضعضع الله بهم ركنا) أي يهدمه ويذله والركن هنا مروان الحمار.
(وينقض بهم طي الجنادل من إرم) إرم كعنب دمشق وأيضا أحجار يوضع بعضها على بعض علما للطريق ونحوه فمن على الأول متعلق بينقض أي ينقض من دمشق طي الأحجار أو الأحجار المطوية وعلى الثاني متعلق به أو بالطي والنقض على التقديرين كناية عن تخريب الآثار والديار وهدمها (ويملأ منهم بطنان الزيتون) بطنان الشيء بفتح الباء وسطه وبضمها جمع بطن وهو المطمئن من الأرض والغامض منها والزيتون جبال الشام ومسجد دمشق وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي: فيه إشارة إلى استيلاء الشيعة على دمشق وحواليها على من كان فيهما من بني أمية (فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة) قد مر أنه عليه السلام كثيرا ما كان يقسم به لدلالته على كمال عظمته تعالى (ليكونن) ذلك أي ذلك المذكور وهو جميع ما أخبر به عليه السلام (وكأني أسمع صهيل خيلهم) الصهل محركة حدة الصوت وكأمير صوت الفرس (وطمطمة رجالهم) أي كلماتهم المنكرة يقال: رجل طمطم وطمطمي بكسرهما إذا كانت في لسانه عجمة وإنما سمي كلماتهم طمطمة لكون لغات أكثرهم عجمية وقد نزل عليه السلام علمه بالصهيل والطمطمة بمنزلة سماعهما أو جعل زمانهما المستقبل حاضرا فأخبر بسماعهما (أيم الله ليذوبن ما في أيديهم) أيم الله من ألفاظ القسم أصله أيمن الله بفتح الهمزة وضم الميم جمع يمين الله حذفت النون للتخفيف وتشبيه ما في أيديهم بالرصاص ونحوه مكنية ونسبة الذوب إليه تخييلية ويفهم منه تشبيه عدوهم بالنار وفي قوله (بعد العلو والتمكين في البلاد) مبالغة في قوة أعدائهم المنصورين (كما تذوب الإلية على النار) شبه ما في أيديهم بالإلية في الذوب وهو في المشبه عقلي وفي المشبه به حسي والغرض منه تقرير حال المشبه في نفس السامع لأن إلف النفس بالحسيات أتم من إلفها بالعقليات أو شبه ذوبه بذويها في الظهور والغرض منه بيان إمكانه (من مات منهم مات ضالا خارجا) عن دين الله عز وجل (وإلى الله عز وجل يفضي) فيجزي بما عمل وهل يجازى إلا الكفور (منهم من درج) أي انقرض أو لم يخلف نسلا وفي القاموس: درج القوم انقرضوا وفلان لم يخلف نسلا وهو من أخباره عليه السلام بالغيب لأن بني أمية مع كثرتهم ليس لهم الآن نسل مشهور وإنما أتى بلفظ الماضي للدلالة على القطع بوقوعه فكأنه وقع هذه من باب الاحتمال والله أعلم (ويتوب الله عز وجل على من تاب) أي يقبل توبته ورجوعه إلى الحق ولا يعاقبه بذنوب آبائه (ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم هؤلاء) هذا إما تأكيد لما مر أو إخبار بالاجتماع الشيعة في عصر المهدي عليه السلام كما مر وسيجئ (وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة) في أمر الدين