شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤١٨
في بعض النسخ توبة بالتاء والباء وليس لها في ظني معنى محصل وفي بعضها ثوية بالثاء المثلثة والياء المثناة من تحت وفي بعضها ثوبة بالثاء المثلثة والباء الموحدة وفي بعضها «نوبة» بالنون والباء الموحدة وكان المعنى على هذه النسخ أنه ليس له مقام ونوبة من أمر الخلافة الأعلى فرض محال وهو بعث نبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله والموقوف على المحال محال، والفاضل الأمين الأسترآبادي نقل الثانية والثالثة لا غير وقال: لم أجدهما مناسبا للمقام وصوابه ومن لبس ثوبه ومعناه من لبس ثوب الإمامة ممن سبقني «أشرف منه على شفا جرف هار» انتهى وأنت خبير بأن العبارة آبية عنه والله أعلم.
ولما كان هنا مظنة السؤال وهو أنه ما حال مآله أجاب عنه على سبيل الإستيناف بقوله (الله شرف منه) أي من أجل هذا الأمر (على شفا جرف هار فإنهار به في نار جهنم) شفا جرف ظرفه وجرف واد شقه السيل ومكان هار ضعيف رخو يتساقط بعضه على بعض وأصله هاير نقلت الهمزة إلى بعد الراء كما قالوا في شايك السلاح شاكي السلاح ثم عمل به ما عمل بالمنقوص نحو قاض وداع، والانهيار السقوط وفيه تشبيه معقول بمحسوس للتنبيه على أن ما هو عليه في صدد الوقوع في النار ساعة فساعة ثم مصيره إليها لا محالة (حق وباطل) لما ذكر أن ههنا طريقين مسلوكين طريق التقوى وطريق الخطاء ذكر بعده أنهما حق وباطل كأنه قال: وهما حق وهو التقوى وباطل وهو الخطأ (ولكل أهل) أي ولكل من الحق والباطل قوم أعد لهم القدرة الأزلية والعلوم الإلهية لسلوكهما ثم أردف ذلك بما يشبه الاعتذار لنفسه ولأهل الحق في قلته وذم أهل الباطل على كثرته وهو قوله (فلئن أمر الباطل) أي كثر يقال: أمر كفرح أمرا وأمرة إذا كثر وتم (لقديما ما فعل) والمراد أن كثرة الباطل في هذا الوقت ليست بديعة حتى أجهد نفسي وأجهدتم أنفسكم في الإنكار على أهله.
(ولئن قل الحق فلربما ولعل) نبه على أن الحق وإن قل فربما يعود كثيرا وفي هذه العبارة الوجيزة إخبار بقلة الحق ووعد بقوته مع نوع تشكيك في ذلك وتمني لكثرته (ولقلما ما أدبر شيء فأقبل) استبعاد لرجوع الحق إلى الكثرة والقوة بعد الضعف والقلة على وجه كلي فإن إدبار نور الحق يوجب إقبال ظلمة الباطل وظاهر أن عود الحق وإضاءة نوره بعد إدباره وإقبال ظلمة الباطل أمر بعيد في عادة هذا الخلق ولعله يعود بقوة فتستضيء قلوب المستعدين بأنواره وما كان ذلك على الله بعزيز وفي ذلك تنبيه على لزوم الحق كيلا يضمحل بتخاذلهم عنه فلا يمكنهم تداركه (ولئن رد عليكم أمركم) أي الحق الذي كنتم عليه في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وصلاح أحوالكم واستقامة سيرتكم التي كانت لكم في زمانه (أنكم سعداء) عند الله في الدنيا والآخرة (وما علي إلا الجهد) في
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481