(يعرض الخيل) أي يأتيها ويقصدها ليعرف حالها وفي بعض النسخ «لعرض الخيل» (فمر بقبر أبي أحيحة) بالحائين المهملتين مصغرا (بل لعن الله أبا قحافة) عثمان بن عمرو والد أبي بكر (ما كان يقري الضيف) قري الضيف قرى بالكسر والقصر والفتح والمد إضافة وأحسن إليه كاقتراه (فلعن الله أهونهما على العشيرة فقدا) عشيرة الرجل من يعاشرهم ويعاشرونه من العشرة وهي الصحبة والفقد الغيبة والعدم والموت يقال: فقده يفقده فقدا عدمه فهو فقيد ومفقود وافتقده وتفقده طلبه عند غيبته، ولعل المقصود أن عدمه هين على العشيرة لكونه غير نافع لهم في حال حياته (فألقى رسول الله صلى الله عليه وآله خطام راحلته على غاربها) الخطام بالكسر ما وضع على أنف البعير لينقاد به والغارب الكاهل أو ما بين السنام والعنق.
(ثم قال إذا تناولتم المشركين فعموا ولا تخصوا فيغضب ولده) مثله رواه العامة عنه صلى الله عليه وآله قال: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء» نهى عن سب الميت المشرك بخصوصه لأنه يؤذي قريبه الحي من المؤمنين في الحال بتألم قلبه إما لغضاضة تلحقه في حسبه أو لألم يتحذر له من أجله وأذى المؤمن لا يجوز تقول عرضت عليه الشيء إذا أريته إيله وأظهرته ليراه ويعلم حاله، (فمر به فرس فقال عيينة بن حصن) الفزاري كان من رؤساء المشركين وكان أمير غطفان في حرب الأحزاب كما سيجيء (إن من أمر هذا الفرس كيت وكيت) في النهاية: هي كناية عن الأمر نحو كذا وكذا قال أهل العربية: إن أصلها كية بالتشديد والتاء فيها بدل من إحدى اليائين والهاء التي في الأصل محذوفة وقد تضم التاء وتكسر (فقال عيينة: وأنا أعلم بالرجال منك) كذب عدو الله بادعاء زيادة العلم لأنه كان أجهل الناس بالناس ونسب الجهل إلى معدن العلم والصفوة (فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ظهر الدم في وجهه) القوة الغضبية إذا تحركت تحرتك الروح الحيواني والعروق وما فيها وما في البدن من الدماء فيتخلخل وينتشر ويتصاعد مع مصاحبة بخار إلى أن ينصب في الوجه ونحوه فيحمر (فقال له فأي الرجال أفضل؟) الغرض من هذا السؤال إظهار جهله وتنبيهه على خطئه فيمن يعتقد أنه أفضل (فقال عينية بن حصن رجال يكونون بنجد) أي في نجد وأهله يومئذ كانوا مضر وربيعة وكانوا مشركين وصفهم ابن حصن بالشجاعة حيث قال (يضعون سيوفهم على عواتقهم ورماحهم على كواثب خيلهم) الكاثبة من الفرس مجتمع كتفه قدام السرج (ثم يضربون بها قدما قدما) الظاهر أنه حال والقدم محركة وبالضم بضمتين الشجاع وقد يكون بمعنى المتقدم في الحرب يقال: مضى قدما إذا تقدم ولم يعرج لم يقم ولم ينعطف (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل والإيمان يماني والحكمة يمانية ولولا الهجرة لكنت إمرءا من أهل اليمن) كذبه (صلى الله عليه وآله) وأشار إلى أن أفضل الرجال ليس ما ذكره سيما إذا