شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤١٩
إصلاح حالكم ورد أمركم وعود ذلك الأمر إليكم.
(وإني لأخشى أن تكونوا على فترة) هي الزمان الذي بين الرسولين وإذا أطلقت يراد به ما بين عيسى عليه السلام ونبينا صلى الله عليه وآله والمراد هنا الجاهلية إطلاقا لاسم الظرف على المظروف أي أخشى أن تكون أحوالكم أحوال الجاهلية إطلاقا لاسم الظرف على المظروف أي أخشى أن تكون أحوالكم أحوال الجاهلية في التعصبات الباطلة بحسب الأهواء المختلفة ولما كان هنا مظنة أن يقال: ما سبب تلك الخشية؟ أجاب عنه بقوله (ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي) وهي تقديم الخلفاء الثلاثة عليه وتخصيصها بتقديم عثمان عليه وقت الشورى وما جرى فيها من الأقوال والأفعال بعيد (ولو أشاء لقلت) يفهم منه أنه لو قال لكان مقتضى قوله نسبة من تقدم عليه إلى الظلم له وتخطئتهم في التقدم عليه وذكر معائب تقتضي عدم استحقاقهم للخلافة وتقدير الكلام ولكي لا أقول فلم أكن مريدا للقول (عفا الله عما سلف) إشارة إلى مسامحته لهم بما سبق منهم وعدم إظهار فضايحهم إذ العادة جارية على أن يقول الإنسان ذلك فيما يسامح به غيره من الذنوب (سبق فيه) أي في أمر الخلافة (الرجلان) اللذان نصب كل واحد منهما صاحبه وتبعهما الجاهلون (وقام الثالث) بالأمر بنصب زوج أخته لأمه عبد الرحمن بن عوف (كالغراب همته بطنه) وقد كان أكولا متوسعا في الأكل مثل الغراب وجه التشبيه أن الغراب كما لا هم له بشيء أكثر من الأكل ولذلك هو أكبر الطيور لطلب الغذاء كذلك لم يكن أكبر همه إلا الترفه والتوسع في المطعم وسائر مصالح البدن دون ملاحظة أمور المسلمين ومراعاة مصالحهم (ويله لو قص جناحاه) كناية عن الفقر وسلب القدرة وعدم حصول أسباب الدنيا والإمارة له (وقطع رأسه كان خيرا له) إذ الأول يوجب المشقة الدنيوية والثاني يوجب زوال الحياة البدنية وهما خير له مما لحقته بسبب الإمارة من العقوبة الدايمة الاخروية وزوال الحياة الروحانية الأبدية (شغل عن الجنة والنار أمامه) أي شغل عما يوجب الدخول في الجنة بغيره والحال أن النار أمامه لابد له من المصير إليها وقيل يحتمل أن يكون «عن» للتعليل أي شغل كل أحد بأمر من أجل ما هو أمامه من الجنة والنار يعني جعل له شغل من أجلهما بذلك الأمر فيجب عليه أن لا يشتغل إلا به وهو ما يوجب الفوز بالجنة والنجاة من النار، والمراد بكونهما أمامه أنه مذكر لهما مدة عمره أو أنه مسافر إليه تعالى كذلك وسفره ينتهي إلى الجنة أو إلى النار فهما على التقديرين أمامه ومن كان كذلك وجب عليه أن لا يشتغل إلا بذلك الأمر و «شغل» على الوجهين مبني للمفعول لأن المقصود هنا ذكر الشغل دون الفاعل وهو الشاغل أو لكون الفاعل ظاهر لأنه في الأول هو الشيطان أو النفس الأمارة وفي الثاني هو الله تعالى بإيجاد الجنة والنار والترغيب فيما يوجب دخول الأولى والترهيب
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481