شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤١٧
ما كان عليه فاستبدل بسبقه في الدين تغييرا وانحرافا ثم أقسم الصادق المصدق تأكيدا لما سبق وما يأتي فقال (والله ما كتمت وشمة) هي بالشين المعجمة الكلمة وبالمهملة العلامة (ولا كذبت كذبة) التاء فيهما للوحدة والتنكير للتحقير (ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم) أي مقام الخلافة واجتماع الناس عليه، ثم صرف الكلام إلى نصحهم وزجرهم عن الخطايا وحثهم على الطاعة والتقوى على سبيل المبالغة فقال (ألا وإن الخطايا خيل) أي كخيل حذفت أداة التشبيه وحمل المشبه به على المشبه للمبالغة وقوله (شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها) ترشيح للتشبيه، وشمس بضمتين جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته ولجم ككتب جمع لجام ككتاب للدابة فارسي معرب (فتقحمت بهم في النار) في النهاية: تقحمت به دابته إذا ندت به فلم يضبط رأسها فربما طرحت به في أهوية وتقحم الإنسان الأمر العظيم إذا رمى نفسه فيه من غير رؤية وتثبت وعلى هذا فالباء في «بهم» بمعنى مع ولفظة «في» زائدة للمبالغة في التعدية وفيه تنفير بليغ للسامعين عن الخطايا حيث صورها في أذهانهم بصورة فرس شموس خلع لجامها ومن البين أن العاقل يتنفر عن ركوبها لعلمه بأنها تلقيه في المهالك فكذلك يتنفر عن ركوب الخطايا لعلمه بأنها تلقيه في النار، فإن قلت: كل ما اعتبر في جانب المشبه به ينبغي اعتباره في جانب المشبه أيضا فما معنى شموس الخطايا وما معنى لجمها المخلوعة.
قلت شموسها ظاهرة لكونها جاذبة لصاحبها إلى خلاف نظام الشرع وقوانينه واللجم هي القوانين الشرعية وهي مخلوعة منها (ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة) فيه ترغيب في التقوى والميل إلى ركوبها في السير إلى الله تعالى وإلى الغياية المعينة وهي الجنة حيث صورها بالمطية الموصوفة بالوصف المذكور الموصلة راكبها إلى الغاية المقصودة له وذلك الوصف كونها ذلولا ومع زمام يتمسك به الراكب وكما أنها بهذا الوصف تلزم الطريق المستقيم ولا تتجاوزه وتسير براكبه حتى توصله إلى مقصده كذلك التقوى إذ سهولة طريق السالك إلى الله بالتقوى تشبه ذل المطية والحدود الشرعية وقوانينها التي تكون مع التقوى تشبه زمامها، وإيصال التقوى صاحبها إلى السعادة الأبدية التي هي قرب الحق ودخول الجنة تشبه إيصال المطية المذكورة راكبها إلى مقتصده والتشبيه فيه وفي السابق تشبيه معقول بمحسوس لقصد الإيضاح.
ثم أشار عليه السلام إلى أن من سبقه في أمر الخلافة ليس مستحقا له بوجه من الوجوه بقوله (ألا ومن سبقني إلى هذا الأمر) أمر الخلافة (من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له) دل على أن أمر الخلافة كان حقه عليه السلام (ومن ليست له منه نوبة إلا بنبي يبعث ألا ولا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله))
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481