شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٩
منها) كأنه تعليل لقوله «وكل شيء فان» وإشارة إلى أن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين ويذهب دهر الباقين معهم كما ذهب دهر الماضين ويكون آخره كأوله إذ أموره وأطواره متشابهة وأفعاله وآثاره مناسبة وطبيعته التي يعامل الناس بها قديما وحديثا متعاضدة يتبع بعضها بعضا وفيه تنبيه للسامعين ليتذكروا أنهم أمثال الماضين وأنهم لاحقون بهم وتحريك لهم على العمل لما بعد الموت واستعداد له ونسب هذه الأمور إلى الدهر جريا على ما في أوهام الناس وإلا فالفاعل هو الله تعالى.
(وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال) ضرورة أن كل عامل يتوجه ذهنه إلى عمل معلوم ومثال متمثل في خياله سواء كان ذلك العمل مستندا إلى وحي رباني أو اختراع نفساني أو إلهام شيطاني (فكن مرتادا لنفسك يا بن عمران) المراد بالارتياد هنا طلب العمل على وجه التفكر في أوله وآخره وحسنه وقبحه ومورده ومأخذه وإنما أمره بطلب هذا العمل لأنه النافع كما أشار إليه بقوله (لعلك تفوز غدا يوم السؤال) وأما غيره من العمل المخترع وان اجتهد عامله فإنه يصير في ذلك اليوم هباء منثورا كما نطق به القرآن الكريم وأشار إليه بقوله: (فهنالك يخسر المبطلون) العاملون بأهوائهم وآرائهم التابعون لآبائهم وكبرائهم التاركون لرسلهم وأوصياء أنبيائهم (يا موسى ألق كفيك ذلا بين يدي) كأنه أمره برفع اليدين إلى السماء في القنوت والدعاء أو بالسجود له والتضرع فيه عند ورود الحاجة أو نزول البلية أو صدور الذنب (كفعل العبد المستصرخ إلى سيده) الذي لا ملجأ له إلا إليه ولا وثوق له إلا عليه (إذا فعلت ذلك رحمت) مجهول على صيغة الخطاب أو معلوم على صيغة المتكلم وحذف المفعول (وأنا أكرم القادرين) وعد بحصول الرغبة وحث على ترقبه لأن القادر الكريم لا يخيب المضطر إليه ولا يمنع الخاضع لديه فكيف إذا اتصف بزيادة الكرم زيادة عثرت قبل الوصول إليها عقول العلماء وعجزت عن معرفة كنهها فحول الحكماء.
(يا موسى سلني من فضلي ورحمتي فإنهما بيدي ولا يملكهما أحد غيري) المسؤول إما الفضل والرحمة أو بعضهما على أن تكون من زائدة أو للتبعيض أو محذوف وهو خير الدنيا والآخرة على أن تكون من للتعليل والمقصود حثه على صرف وجه السؤال إليه وفراغه عن الغير والاشتغال بالتضرع بين يديه فإنه مالك الفضل والرحمة يهييء له أسباب مسؤوله ومطلوبه ويفتح له أبواب مأموله ومرغوبه (وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي) ترغيب في حسن الظن به في قبول سؤاله ودعائه وفي بعض الأخبار عن الأئمة الأطهار: «والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط إلا بحسن ظنه،» وفي بعضها: «أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا» ثم قال لزيادة الترغيب فيه (لكل عامل جزاء) في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما (وقد يجزى الكفور بما سعى) من خير إما في الدنيا أو في الآخرة
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481