شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٨
لأن ثوابه الأبدي جزيل أو لأنه تعالى ينميه ويجعله عظيما أو لأنه يعطي به أضعافا مضاعفة كما نطقت بجميع ذلك الروايات (وما أريد به غيري) من باب الاشتراك أو الانفراد (فقليل كثيره) لعل المقصود من الفقرتين صريحا نفي القلة في الأول والكثرة في الثاني وضمنا حصر الصحة والقبول في الأول ونفيهما عن الثاني بناء على مقدمة ضرورية ومقدمة شرعية أما الأولى فهي أن كل ما لزم من وجوده عدمه أو وجود ضده المستلزم لعدمه كان محالا وعلى هذا كانت القلة في الأول والكثرة في الثاني محالين إذ لزم من فرض الأولى ضدها وهو الكثرة ومن فرض الثانية ضدها وهو القلة فلا توجد القلة في الأول والكثرة في الثاني، وأما الثانية فلأن العمل الواحد الصحيح المقبول كثير فسلب الكثرة عن الأعمال المتعددة إنما هو لعدم صحتها وقبولها (وإن أصلح أيامك هو أمامك) وهو يوم القيامة أو يوم حضور الموت وهو يوم خروج المؤمن من سجن الدنيا إلى الروح والراحة (فانظر أي يوم هو) لتعرف شدته وعظمته المميزة له عن سائر الأيام (فأعد له الجواب فإنك موقوف به) أي بسبب الجواب أو في ذلك اليوم (ومسؤول) عما فعلت من صغير وكبير كما دلت عليه الآيات والروايات وأمره بإعداد الجواب أمر بضبطه جميع حركاته النفسانية والبدنية ومكاسب المال ومصارف ووزنه بميزان الشرع باسقاط الزائد وإتمام الناقص فإنه إذا فعل ذلك في أيام عمره وسئل يوم القيامة عما صنع كان جوابه النافع حاضرا وإن كان خلاف ذلك كان جوابه صعبا والخروج عن عهدة الحساب مشكل وأمره خطير.
(وخذ موعظتك من الدهر وأهله) لعل المراد من الدهر هنا عمر كل شخص وهو يذهب مع أهله ويبقى عليه ما اكتسبه من خير وشر وعلل الأخذ أو وعظ الدهر بقوله (فإن الدهر طويله قصير وقصيره طويل) لعل المراد أن طويله قصير في نفس الأمر لسرعة زواله ولأنه الذي أنت فيه وقصيره طويل باعتبار طول الحساب والجزاء ولا يخفى لطف هذه العبارة لإيهام حمل الشيء على ضده ظاهرا مع إفادة معنى لطيف والغرض منه هو الحث على العمل للآخرة وترك الركون إلى البقاء فيه (وكل شيء فإن) فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة «كل شيء فان» إما مرفوعان على الابتداء والخبر معطوفان على محل اسم إن وخبرها كما في قولك: إن زيدا قائم وعمرو قاعدا والأول منصوب والثاني مرفوع عطفا على اسم إن وخبرها وهو على اليقين كالتفسير والتأكيد للسابق وما هو المقصود منه فإن العلم بفناء كل شيء من الدهر وما يتعلق به يقتضي تركه وترك تعلق القلب به ويتفرع منها الاجتهاد في العمل الخالص للآخرة وهو العمل الذي ترى ثوابه بعين البصيرة وتتيقن بحصوله فيها وثواب هذا العمل هو الذي يتعلق الطمع في حصوله في الآخرة قطعا، وأما العمل الغير الخالص فالطمع في حصول ثوابه غير متحقق بل غير معقول لدلالة الأخبار على ذلك (فإن ما بقي من الدنيا كما ولى
(٣٥٨)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (2)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481