شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٦٤
وأمرهم بالسؤال من فضله ورحمته ورغبهم فيه بأنه ذو الفضل العظيم، فوجب عليهم أن يكفوا عن مخالفته ويشغلوا بطاعته أداء لشكر نعمته (يا موسى كهف الخاطئين) لأنهم رجعوا من الباطل إلى الحق واهتدوا إلى الإيمان وتخلصوا عن يد الشيطان واستظلوا في ظل الأمن والأمان بإرشاده وهدايته وحسن عنايته ورعايته.
(وجليس المضطرين ومستغفر للمذنبين) المراد بالجلوس معناه الحقيقي أو هو كناية عن السعي في دفع شدتهم واضطرارهم والاهتمام برفع حاجاتهم وافتقارهم وفي مدحه عليه السلام بهذه الأوصاف حث لعلماء المؤمنين وصلحائهم على الأسوة به (إنك مني بالمكان الرضي) الرضي فعيل بمعنى مفعول وهو مكان النبوة والرسالة والقرب والسعادة ورئاسة الدارين (فادعني بالقلب النقي) أي الخالص عن الرياء والسمعة والاشتغال بغيره تعالى أو عن الرذائل كلها.
(واللسان الصادق) أي الموافق للقلب أو مع حضوره وفراغه عن الغير إذ لو كان قلب طالب الحاجة منه غافلا عنه أو مشغولا بالغير عد كاذبا بل مستهزئا (وكن كما أمرتك.. الخ) قد مر شرحه والتكرير للتأكيد وهو مطلوب في مقام النصح والوعظ والتذكير وقد وقع مثل ذلك في القرآن العزيز في مدح العلم والعلماء وذم الجهل والجهلاء وذم الدنيا وأهلها وغير ذلك وفيه مبالغة في نفي الاستطالة إذ كل ما يتصور منه الاستطالة من الأمور الذاتية والعرضية والنعماء الظاهرة والباطنة فمنه تعالى ابتداؤه (وتقرب إلي) بالعلم والعمل والدعاء والتضرع ورفع الحاجات (فإني منك قريب) الفاء للتعليل لأن قربه تعالى من الخلق مع الاستغناء عنهم يقتضي تقربهم منه مع كمال الاحتياج إليه وتقديم الظرف لتعظيم المخاطب ولئلا يقع الفصل بينه وبين الله تعالى وإن كان لفظ القرب لأنه مشعر بالانفصال في الجملة (فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولا حمله) تعليل آخر للأمر بالتقرب أو للدعاء والعمل المستفاد من الأمر بالتقرب والظاهر أن العطف للتأكيد والتفسير وأن فيه حملا وثقلا في الجملة إلا أنه لا يؤذي لكثرة نفعه كما أشار إليه بقوله (إنما سألتك أن تدعوني فأجيبك وأن تسألني فأعطيك) فيه ترغيب في الدعاء والسؤال وفي الفاء المقتضية للتعقيب بلا فصل دلالة على سرعة الإجابة قال الصادق عليه السلام: «إذا دعوت فظن حاجتك بالباب» ولكن له شرائط مذكورة في كتاب الدعاء منها تقديم حمده تعالى وتذكر نعمته الشكر لها والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر الذنوب والاستغفار منها وفي حذف المفعول دلالة على التعميم فكل ما دعاه من أمور الدين والدنيا وفيه صلاحه فالله يجيبه قطعا ولو وقع التأخير كان فيه أيضا مصلحة وقد روي عنه (عليه السلام): «من تمنى شيئا وهو لله رضى لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه» (وأن تتقرب إلي بما مني أخذت تأويله وعلي تمام تنزيله) لعل الموصول عبارة عن الكتاب وما فيه من العلوم والأسرار والأحكام كل ذلك أسباب للقرب إليه تعالى والمراد بتأويله بيان باطنه وباطن باطنه ولازمه ولازم لازمه وهكذا إذ
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481