شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٢
حدود الله الداعية إلى ترك أمر الله ورفض ولاية ولي الله (وضربت في عشواء غوايتها) الضرب السير والعشواء الظلمة أو ما بين أول الليل إلى ربعه وإضافتها إلى الغواية وهي الضلالة من قبيل لجين الماء أي وسارت في غوايتها وضلالتها التي هي كالظلمة في عدم الاهتداء إلى المقصود والمنع من الوصول إلى المطلوب، ولو كانت في بمعنى على كما في قوله تعالى: (ولأصلبنكم في جذوع النخل) كان المراد بالعشواء الناقة التي لا ترى أمامها، والوجه عدم الإيصال إلى المطلوب (وقد استبان لها الحق) وهو ولايته وخلافته عليه السلام (فصدت عنه) أي صرفته أو تفرقت عنه واشمأزت عن قبوله (والطريق الواضح) وهي النصوص الدالة على الولاية (فتنكبته) أي عدلت عنه (أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة) أي شق الحبة وخلق الإنسان وكان (عليه السلام) كثيرا ما يحلف به لدلالته على كمال الحكمة والقدرة لأن من تفكر في شق الحبة وجعل أسفلها عروقا تخرق الأرض مع لطافتها ودقتها بحيث لو دلكها الإنسان بأدنى قوة صارت كالماء وجعل أعلاها شعوبا صاعدة في الهواء مغتذية من الطين والماء منفصلة بالأغصان والأوراق والأثمار وجعل بعض الأثمار مختلفة في الطبايع كالأترج فإن قشره حار يابس ولحمه بارد رطب وحماضه بارد يابس وبذره حار رطب وجعل الأوراق مشتملة على خطوط مستقيمة ومعوجة صغار وكبار لحفظها ولوصول الماء والغذاء إلى جميع أطرافها وتفكر في خلق الإنسان وعجائب الصنع فيه التي يعجز عن إدراك قليل منها عقول الأذكياء علم أن الصانع عالم حكيم قاهر قادر على جميع الأشياء.
(لو اقتبستم العلم من معدنه) المعدن كمجلس منبت الجواهر من ذهب وفضة ونحوهما والمراد به هنا هو وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام بعد النبي (صلى الله عليه وآله) على سبيل الاستعارة لأنهم معادن العلوم الإلهية والأحكام الشرعية ومن صدورهم الطاهرة يخرج العلم وينتشر في العالم كما أن من المعادن تخرج الجواهر وتنتشر (وشربتم الماء بعذوبته) شبه العلم بالماء في الأحياء لأن العلم سبب لحياة القلوب بعد موتها كما أن الماء سبب لحياة الأرض وأطلق المشبه به على المشبه وذكر الشرب والعذوبة وهي الخلوص من الكدرة ترشيحا للإستعارة وتنبيها على أن النافع من العلم هو الخالص من كدرة الشبهات والقياسات.
(وادخرتم الخير من موضعه) لعل المراد بالخير العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة النافعة في الدنيا والآخرة وكيفية التخلص من أضدادها (وأخذتم الطريق من واضحه) أي من موضع واضح منه وهو وسطه الذي يوصل سالكه إلى المطلوب وفيه تنبيه على خروجهم عنه يمينا وشمالا وإليه أشار عليه السلام في بعض كلامه «اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة» وفي بعض النسخ «وأخذتم من الطريق واضحه» وهو واضح (وسلكتم من الحق نهجه) النهج الطريق الواضح ولعل المراد به هو (عليه السلام) وبالحق كل ما جاء به
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481